إلى نور العلم والمعرفة ولم تكن تلك الكتب من تأليف أهل نجد فحسب، بل معها كتب أئمتنا وأَجلائنا الدمشقيين وغيرهم كابن تيمية وابن القيم وابن قدامة، وهم يطبعونها ويوزعونها على المسلمين لا يريدون منهم جزاء ولا شكورا، فأي المدنيتين قد عم خيرها، وظهر أثرها، وحق أن يفخر بها أهلها المدنية التي أفسدت علينا ديننا ومرؤتنا، وسلبتنا جل أوصافنا الحميدة، وأكسبتنا أخلاقا ذميمة كالبخل، والكذب، والكبر، والبذخ، والرياء، وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، أم تلك المدنية الفطرية التي لم تشبها شائبة الفساد؟! بربك انصف ثم احكم. وهكذا حتى انتهى منها فوقع الحق وبطل ما كانوا يأفكون. وقد نقلت ما نقلت من هاتين الرسالتين لأبين كيف يعاني أصحاب العقيدة السليمة عقيدة السلف الصالح وكيف يعاني من تأثر بالحق والتزمه حيث لا سلطان له، وكيف يتكلمون بالحق وليس معهم سيف ولكن الله يؤيدهم بلطفه ويُيَسِّر لهم من ينصرهم كما نصر الذين من قبلهم ويستخلفهم كما استخلف الذين من قبلهم.
وقد كتب الإمام الملك عبد العزيز كما ذكرنا في الفصل الرابع لهما كتابا يحمد الله فيه إليهما على ما من به عليهما من معرفة الحق والبصيرة فيه ومعه هدية هي مجموعة الهدية السنية التي جمعها الشيخ سليمان بن سحمان ويوصيهما بلزوم الحق والاستمرار والصبر عليه ويؤيدهما ويدعو