للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكفروننا ويزعمون أنا مشركون وها نحن أولاء نراهم في مساجدنا يصلون خلف أئمتنا مقتدين بهم، ولا تكاد تدخل مسجدا من المساجد وقت الصلاة إلا وتجد بعضهم يؤدي الصلاة فيه مؤتما بإمامه؟! فإذا كانوا يرموننا بالشرك كما زعمت فكيف يقتدون بنا ويصلون معنا؟! وهب أنه كان التطرف والرمي بالشرك والكفر من بعض جهالهم وغلاتهم فهل يصح أن يؤخذ الكل بذنب البعض، ألم يقل تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ؟! وهل يمكنك أن تبرىء جهالنا وغلاتنا من مثل هذا التطرف؟! ولم لا تنصح لعوامنا وتندد بهم وتزجرهم عن تكفير غيرهم كما فعلت بأولئك؟!

ثم ما معنى قوله: كيف يروق للشرذمة المنتسبة إليهم الموجودة في دمشق، المتصفة بالتمدن والحضارة أن تكون تابعة لسكان البوادي؟! أي مدخل للتمدن والحضارة فيما نحن فيه؟! أليس الكلام في التوحيد وما دخله من البدع؟! أليست العقائد والعبادات من الدين الذي أكمله الله تعالى على يد رسوله صلى الله عليه وسلم؟! أليس مبنى الدين على الاتباع المحض؟! هل يجوز فيه التغيير والتبديل والزيادة والنقصان؟! ما معنى التمدن والحضارة في هذا المقام؟!

ثم أي تمدن وحضارة تعني؟! إن كنت تعني مدنيتنا وحضارتنا في هذا الزمان فالجواب أَنّا لا نرى أثرا لهذه المدنية بيننا لا في اختراع ولا في صناعة ولا زراعة ولا تجارة! وإن كنت تريد مدنية أسلافنا فلا يحق لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>