رسالته بما لفقه الشيخ أحمد دحلان في آخرتاريخ أمراء البيت الحرام وسلك موطىء قدمه حذو النعل بالنعل بلا تأمل ولا تدبر، ولاشك أن الله تعالى يجمع الكل يوم القيامة ثم ينبئهم بما كانوا يعملون.
قال ناصر الدين: وقبيح بمؤلف يملأ كتابه بالإِفتراء والتعدي وفي قصة الإفك أعظم رادع لمن كان يؤمن بالله ورسوله، ويطلب النجاة لنفسه فيحاسبها خاليا، {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} . ومهما تملق المتملقون، واستتر المراؤون فإن الله لا تخفى عليه خافية، ولابد أن يشف الباطل عن الحق، فيظهر ناصعا واضحا، وإليك جملا من كلام صاحب الرسالة تدل على افترائه بما ادعاه.
إلى أن قال:"ومن طبعه الوقوع في أعراض الناس يرى لذلك لذة ولا يحلو في ذوقه إلا الغيبة والنميمة واتباع الهوى" ثم نقل عنه قوله عن محمد بن سعود. أمير الدرعية بلاد مسيلمة فقال ناصر الدين له:"هب أننا سلمنا أنها بلاد مسيلمة فما الذي تراه من ذمها؟! أليست مصر كانت بلاد فرعون وهامان وقارون؟. وما الإسكندرية إلا من بعض بلاد مصر؟! أليست بابل كانت بلاد نمرود؟! أليست مكة كانت موطن أبي جهل وأبي لهب وأضرابهما؟! أليست فلسطين كانت بلاد قوم لوط؟!
هل ضر هذه البلاد شيء من ذلك؟ أم هل تناقص قدرها؟! أَلم تعلم أن أول من أسس هذا القياس من أخبر الله عنه أنه قال: "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"؟ وما إِخالك يرعاك الله إلا أنك بعد هذا