للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل العلم فيه فلما أبصره والرسالة بيده هز رأسه وقال ما هذه الرسالة؟ فأجابه بأنه رأى عنوانها وأن من حاكها أسماها (النفحة الزكية في الرد على شبه الفرقة الوهابية) ومؤلفها يزعم أنه من أكابر علماء دمشق يقال له الشيخ عبد القادر الإسكندراني المنتحل لنفسه لقب الكيلاني، فأجابه ذلك العالم الذي في المسجد بأن مُدعِي هذه الرسالة إنما أغار على كتاب الفجر الطالع لجميل صدقي الزهاوي وعلى ما لفقه الشيخ دحلان فأخذ ما اختاره منهما ولم يزد من عنده إلا أحرفا يسيرة فدهش ناصر الدين وأخذ الرسالة يتصفحها ثم رآها على غير قاعدة المحققين، وإنما هي تلفيقات فانتدب لنقضها بأسلوب العالم المتزن ومسلك المحقق الذي بينه كمنهج لرده. ويمكن تلخيصه، بنقاط هي:

١- أن المحققين ينزهون أنفسهم عن السباب والشتم لمن يردون عليه.

٢- يجعلون نصب أعينهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} .

٣- وإن من يرد على أحد في كلامه يأخذ جملة من كلامه فيبين الغلط فيها ثم جملة وجملة حتى يستوفي الكلام بلا تحامل ولا اعتساف.

٤- وأن يتلو قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} .

ولكن صاحب الرسالة كما قال ناصر الدين لم يسلك في رده ذلك المسلك فأراد ناصر الدين خدمة الحقيقة فقال إن صاحب النفحة صدر

<<  <  ج: ص:  >  >>