وأما في العصر الحاضر ففي اليمن كثير من أهل السنة والجماعة وبعضهم كان سبب هدايته إلى مذهب السلف هو ما تلقاه في جامعات المملكة، وما سمعه من مشايخ الدعوة وما توصل إليه من بحثه في ميراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فاقتنع اقتناعا حرا بصحة عقيدة السلف الصالح، وصار من الدعاة إليها وإلى نشرها في بلاده.
أثرها في الشام:
وفي الشام كان لها أثر جيد وقد اطلعت على رسالتين صغيرتين إحدهما بعنوان: النفخة على النفحة لمؤلفها الشيخ ناصر الدين الحجازي الأثري وقد شغلت ٥٦ صفحة من الوسط، والثانية بعنوان: نظرة في النفحة الزكية في الرد على الوهابية مؤلفها أبو اليسار الدمشقي الميداني في ٣٤ صفحة من الوسط وكأنها ذيل للأولى وتعليق. عليها طبعتا في مجلد واحد سنة ١٣٤٠ هـ. بمطبعة الترقي بدمشق.
والأولى عبارة عن رد بليغ صدر من عالم محقق يتقي الله، ويلتزم في رده الحكمة والموعظة الحسنة والإنصاف في المحاجة. جاء في أولها بعد البسملة والحمد لله، والثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بينما كان سائرا في إحدى طرق مدينة دمشق إذ بصر برجل عليه سيما العلم وبيده رسائل يوزعها فأهداه رسالة وهو يرتجف ويشير إلى أنه أبدع فيما كتب، فذهب ناصر الدين إلى أحد مساجد البلد ووجد أحد