للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسالة مستقلة وجيزة، أسفرت عن وجهه الصبيح واسمها: (مدارج العبور، على مفاسد القبور. وكان قبل هذا التاريخ بمدة يسيرة: ألقي إلي بعض أعيان الزمن بمدينة صنعاء اليمن ... كتابا ورد عليه من مكة المشرفة، ذكر فيه ما حاصله أنه وصل إلى هنالك سؤال في هذه المسألة وأنه أجاب فيه مفتوا الأربعة المذاهب. بما يتضمن التشنيع على من دل على هدم القباب والمشاهد، وأشار بتخريب تلك المعاقل والمعاهد١.

ثم ذكر أنه اطلع على الأجوبة وإذا هي أحموقات حرية بالإطراح، وأغاليط خليقة أن يتسلى عنها ويستراح، وأن لا يرفع لبيب إليها رأسا، ولا يتسنم للرد عليها قرطاسا، لأنها لم ترح رائحة التحقيق، ولا تمسك من تحرى السداد بحبله الوثيق٢. ثم قال: (ولولا وجوب النصح والإرشاد، ورفع اللبس: لاتجه في السكوت عن فتاويهم إِلحاق اليوم بالأمس) ٣.

وذكر أن المجيبين أضاعوا عهود العلم والهدى وأهملوها، وليس سبيل من هذا شأنه إلا التنبيه، وإِزاحة الضرر عمن لم يعلم ما في مقاله من التمويه، لأنه لم يسلك معك مسلك المحاورات بين أهل التحصيل، بل سد عليك طريق أخد الحكم من دليله، فما الذي تبتغيه عنده بعد؟! وأي سفاهة علمت أقبح مما صنع هؤلاء الجماعة؟! ويقول: (إن طفقنا نقول


١ معارج الألباب في مناهج أهل الحق والصواب ص ٢١.
٢ معارج الألباب في مناهج أهل الحق والصواب ص ٢٢.
٣ معارج الألباب في مناهج أهل الحق والصواب ص ٢٠-٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>