للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي وكل نار؛ لئلا يلزم العطف على معمولي عاملين (١).

ومن غير الغالب قراءة ابن جماز (٢): ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾؛ أي عمل الآخرة؛ فإن المضاف ليس معطوفا؛ بل المعطوف جملة فيها المضاف.

المعنى: أتظنين كل شخص جديرا بأن يسمى رجلا؟ وكل نار تشتعل تسمى نارا؟ إنما الخليق باسم الرجل هو: من اكتملت فيه صفات الرجولة الكريمة، والجديرة باسم النار هي: التي توقد للخير والقرى.

الشاهد: إبقاء جر "نار" على أنه مضاف إليه "لكل" محذوفة، معطوفة بالواو على كل المذكورة.

(١) أي: إنما جعل المعطوف محذوفا، ولم يعطف "نارا" الأولى على امرئ المعمول لكل، و"نار" الثانية على امرأ المعمول لتحسبن؛ لئلا يلزم عطف معمولين، وهما "نار" المجرورة والمنصوبة على معمولين، وهما: امرء وامرأ، لعاملين مختلفين وهما "كل" و"تحسبين"، بعاطف واحد وهو الواو، وذلك ممنوع على الراجح عند النحاة؛ لأن العاطف نائب عن العامل، والعامل واحد لا يعمل جرا ونصبا، ولا يقوى أن ينوب عن عاملين، أما على حذف "كل" فيكون العطف على معمولي عامل واحد، وهو تحسبين، وذلك جائز.

(٢) هو أبو الربيع؛ سليمان بن مسلم بن جماز الزهري المدني، كان مقرئا جليلا وضابطا محسنا، من أفاضل رواة أبي جعفر أحد القراء العشرة المشهورين، توفي سنة ١٧٠ هـ.

وفي حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، يقول الناظم:

وما يلي المضاف يأتي خلفا … عنه في الإعراب إذا ما حذفا

وربما جروا الذي أبقوا كما … قد كان قبل حذف ما تقدما

لكن بشرط أن يكون ما حذف … مماثلًا لما عليه قد عطف


* "وما" اسم موصول مبتدأ. "يلي المضاف" الجملة صلة. "يأتي" الجملة خبر المبتدأ. "خلفا" حال من ضمير يأتي العائد إلى ما "عنه" متعلق بخلفا، والضمير عائد إلى المضاف. "في الإعراب" متعلق بيأتي. "إذا" ظرف فيه معنى الشرط "ما" زائدة "حذفا" فعل الشرط ونائب فاعله عائد إلى المضاف، والألف للإطلاق، وجواب الشرط محذوف، "وربما" رب: حرف جر للتقليل، وما: كافية "الذي" مفعول جروا، "أبقوا" فعل وفاعل والجملة صلة. "كما" ما: موصولة، والجار والمجرور صفة لموصوف لحذوف؛ أي كالجر الذي "قد كان".

<<  <  ج: ص:  >  >>