للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ولا وجه لنصبها؛ لأنها غير ظرف، إلا إن نقل عنهم نصبها حالًا إذا كانت نكرة، انتهى.

فإن أراد (١) بكونها نكرة قطعها عن الإضافة اقتضى أن استعمالها حينئذ منصوبة شائع، وأنها كانت مع الإضافة معرفة، وكلاهما ممنوع (٢). وإن أراد تنكيرها مع الإضافة فلا وجه لاشتراطه التنكير حينئذ؛ لأنها لم ترد إلا كذلك (٣). وأيضًا فلا وجه لتوقفه في

وكان ثبتا عارفا باللغة، أما النحو والتصريف؛ فكان لا يجاري فيهما، ولم يدركه أحد في أقطار الأرض في زمانه. وكان لا يقرئ أحدا إلا في كتاب سيبويه، أو التسهيل، أو مصنفاته وكان يميل إلى مذهب أهل الظاهر، ويعظم ابن تيمية، ثم تركه حين طعن في كتاب سيبويه، ونسب إليه الخطأ في بعض المواضع، وهو الذي وجه الناس على مصنفات ابن مالك، ورغبهم فيها، وشرح فهم غامضها، وكان فصيح العبارة، يقبل على الأذكياء من الطلاب ويعظمهم، وله مصنفات كثيرة؛ منها -في النحو-: "التذييل والتكميل في شرح التسهيل"، و"الارتشاف" مختصره. قيل: لم يؤلف في العربية أعظم، ولا أجمع، ولا أحصى للخلاف منهما، وله كذلك: "التذكرة في العربية". و"المبدع في التصريف"، و"غاية الإحسان في النحو"، و"شرح الشذا في مسألة كذا"، ومن شعره.

عداي لهم فضل علي ومنة … فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها … وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

وتوفي سنة ٧٤٥ هـ. وقد رثاه الشعراء، ومن رثاء الإمام الصفدي له، قوله:

مات أثير الدين شيخ الورى … فاستعر البارق واستعبرا

مات إمام كان في علمه … يرى إمامًا والورى من ورا

والنحو قد سار الردى نحوه … والصرف للتصريف قد غيرا

وكان ثبتا نقله حجة … مثل ضياء الصبح إن أسفرا

(١) أي أبو حيان، وهذا تحليل ومناقشة الموضح لقول ابن حيان المذكور.

(٢) أما الأول؛ فلأنها إذا قطعت عن الإضافة، وجب بناؤها على الضم، وأما الثاني؛ فلأنها نكرة دائما أضيفت أو لم تضف.

(٣) أي إلا نكرة؛ لأن إضافتها لا تفيد التعريف، وإنما هي في تقدير الانفصال، كما يقول ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>