أحدهما: أن تكون بمعنى "كاف"(١)؛ فتستعمل استعمال الصفات (٢): فتكون نعتا لنكرة؛ كمررت برجل حسبك من رجل؛ أي: كاف لك عن غيره، وحالًا لمعرفة؛ كهذا عبد الله حسبك من رجل. واستعمال الأسماء (٣)؛ نحو: ﴿حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ﴾؛ ﴿فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ﴾ (٤) بحسبك درهم (٥). وبهذا يرد على من زعم أنها اسم فعل (٦)؛ فإن العوامل اللفظية لا تدخل على أسماء الأفعال باتفاق (٧).
والثاني: أن تكون بمنزلة "لا غير" في المعنى (٨)؛ فتستعمل مفردة (٩)، وهذه هي
(١) أي اسم فاعل عامل من كفى؛ وهي في هذا الاستعمال جامدة، مؤولة بالمشتق، مفردة، معربة، مضافة لفظا، نكرة لا تتعرف بالإضافة للمعرفة؛ نظرا للفظها.
(٢) أي المشتقة؛ وذلك من افتقارها إلى موصوف تجري عليه، وهذا الاستعمال مراعى فيه معنى "حسب".
(٣) أي الجامدة، وذلك من مباشرة العوامل اللفظية، والمعنوية، من غير اعتبار موصوف، وهذا الاستعمال مراعى فيه لفظها؛ فتقع مبتدأ أو خبر، أو اسم ناسخ، أو مجرورة بحرف جر زائد؛ والأرجح أن "حسب" لا تقع في موقع إعرابي غير ما ذكرنا.
(٥)"بحسبك" الباء حرف جر زائد، و"حسبك" مبتدأ، ومضاف إليه. "درهم" خبر، ولا يسوغ العكس.
والخلاصة: أن "حسب" إذا أضيفته لفظا ومعنى؛ جاز وقوعا مبتدأ، وخبرا، واسما للناسخ، ومجرورة بحرف زائد، مراعاة للفظها، وتقع نعتا للنكرة، وحالا من المعرفة، بالنظر لمعناها؛ وهو اسم الفاعل النكرة؛ بمعنى كاف.
(٦) أي بمعنى يكفي.
(٧) وكذلك العوامل المعنوية؛ كالابتداء على الأرجح.
(٨) فتفيد النفي زيادة على معناها الأصلي.
(٩) أي مقطوعة عن الإضافة لفظا، وإن نوي معنى المضاف إليه المحذوف وفي هذا