للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها "غير": وهو اسم دال على مخالفة ما قبله لحقيقة ما بعده (١). وإذا وقع بعد "ليس" وعلم المضاف إليه (٢): جاز ذكره كقبضت عشرة ليس غيرها (٣)، وجاز حذفه

تستعمل للاثنين؛ تقول: المجاهدون معًا؛ أي مجتمعون وموجودن معا … إلخ. واختلف النحاة في "مع" أهي ثنائية الوضع؟ أم ثلاثية حذفته لامها، وأصلها معي؟ وخير الآراء: أن الظرفية ثنائية الوضع معربة يحذف تنوينها عند الإضافة، وتقع حالا أو خبرا على حسب السياق، وهي متعلقة بمحذوف، أما المنونة التي تجردت عن الظرفية؛ فإن أعربت حالا كانت منصوبة بالفتحة الظاهرة إن اعتبرت ثنائية، أو بفتحة مقدرة على الألف المحذوفة -لالتقائها ساكنة مع التنوين- إن اعتبرت ثلاثية. وإن أعربت خبر؛ فلا بد من اعتبارها ثلاثية مرفوعة بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لفظا لا خطا، أما من يعربها خبرا وهي ثنائية، فيحتم بناءها على الظرفية، وتعليقها بمحذوف هو الخبر، كما ذكرنا.

وفي "مع" يقول ابن مالك:

ومع "مع" فيها قليل ونقل … فتح وكسر لسكون يتصل

أي أن لفظ "مع" فيها لغة قليلة هي: "مع" بسكون العين، ونقل عن العرب في هذه: الفتح والكسر، إذا جاء بعدها ساكن متصل بها لم ينفصل منها بفاصل.

(١) أما في ذاته وحقيقته؛ كمررت بجرل غيرك. أو في وصف من الأوصاف العرضية التي تطرأ على الذات؛ نحو: خرج الطالب من الامتحان بوجه غير الذي دخل به، وهو اسم محض لا ظرفية فيه.

(٢) أي: بأن دل عليه دليل، ونوى نص لفظه لا معناه، ومصل "ليس"، "لا" النافية عند بعض النحاة.

(٣) برفع "غير" على أنها اسم "ليس" وخبرها محذوف، والتقدير ليس غيرها مقبوضا، وبنصها على أنها خبر "ليس" واسمها محذوف، والتقدير ليس المقبوض غيرها.


* "ومع" معطوف على لدن "مع" قصد لفظه مبتدأ. "فيها" متعلق بقليل الواقع خبرا للمبتدأ. "فتح" نائب فاعل نقل. و"سر" معطوف على فتح. "لسكون" تنازعه كل من: فتح وكسر، فتعلق بالأخير، وأضمر في الأول ضميره، "يتصل" الجملة نعت لسكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>