أو ندور نحو:"أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله"(١).
= أسود على غير قياس، وقيل: جمع سود، وهذا جمع أسود، مأخوذ من السيادة عراض: جمع عرض بالضم، وهو الناحية أو الشق، المواكب: جمع موكب، وهو الجماعة من الناس ركبانًا أو مشاة، وقيل: هم الراكبون على الإبل والخيل للزينة خاصة.
"أما" شرطية نائبة عن مهما وفعل الشرط. "القتال" مبتدأ. "لا" نافية للجنس، "قتال" اسمها. "لديكم" ظرف ومضاف إليه متعلق بمحذوف خبر "لا". والجملة خبر المبتدأ، والرابط، إعادة المبتدأ بلفظه. "ولكن" الواو عاطفة، لكن حرف استدراك ونصب، "سيرا" اسمها والخبر محذوف، أي: لديكم.
وقيل: إن اسم لكن ضمير مخاطبين محذوف، و"سيرا" منصوب على المصدرية لمحذوف؛ أي: يسيرون سيرًا، والجملة خبر لكن.
المعنى: يهجو الشاعر بن أسيد ويصفهم بالجبن والضعف، ويقول: إنهم لا يقدرون على القتال ومنازلة الشجعان، ولكنهم يسيرون في جانب المواكب للزينة لا غير.
الشاهد: في قوله "لا قتال" حيث حذفت منه الفاء، وهو جواب "أما" مع أنه ليس في الكلام قول محذوف، وذلك ضرورة.
(١) هذا حديث للرسول أخرجه البخاري، والأصل: أما بعد فما بال رجال، فحذفت الفاء، وذلك نادر، و"ما" استفهامية مبتدأ، و"بال" بمعنى شأن، خبرها وجوز بعضهم: أن يكون هذا مما حذفت فيه الفاء تبعًا للقول والتقدير: فأقول: ما بال رجال .... إلخ فالأولى الاستدلال بقول عائشة ﵂: "أما الذين جمعوا بين الحج والعمرة طافوا طوافًا واحدًا؛ لأنه على حذف الفاء يقول الناظم:
وحذف ذي الفا قل في نثر، إذا … لم يك قول معها قد نبذا*
أي: إن حذف هذه الفاء قليل في النثر إلا إذا حذفت مع القول؛ حيث يكون المقول عوضًا=
* "وحذف" مبتدأ. "ذي" اسم إشارة مضاف إليه "الفا" بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان، وجملة "قل" خبر المبتدأ "إذا" ظرف مضمن معنى الشرط، "لم يك" لم جازمة ويك، فعل الشرط مجزوم على النون المحذوفة للتخفيف "قول" اسم يك "معها" مع ظرف متعلق بنبذا، الواقع خبر ليك والهاء مضاف إليه، وجواب الشرط محذوف يدل عليه الكلام.