للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه (١) نحو: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ﴾، ﴿وَانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا﴾ (٢) … ... … ... …

= منصوب بفعل محذوف من معناه، وهو مصدر مضاف إلى ضمير المخاطبين. "مني" متعلق بتقرآن "السلام" مفعول تقرآن. "وألا" الواو عاطفة، وأن مصدرية ناصبة و"لا" نافية. "تشعرا" فعل مضارع منصوب بأن بحذف النون والألف فاعل. "أحدا" مفعول.

المعنى: أرجو يا صاحبي أن تبلغا محبوبتي أسماء تحيتي، وألا تخبرا بذلك أحدًا.

الشاهد: في: "تقرآن" حيث رفع الفعل مع وجود "أن" قبله، مما يدل على أنها مهملة وفي هذا نظر؛ فإن الشاعر أعمل "أن" في عجز البيت؛ فإذا كان الإهمال لغة الشاعر فكيف يوجه ذلك؟ إن هذا يقدح في صحة الشاهد، ولا سيما أن قائله مجهول.

(١) ويشترط كذلك: أن تتأخر عنها جملة أخرى، تتضمن معنى الأولى وتوضح المراد منها. وألا تقرن "أن" بحرف جر ظاهر أو مقدر. من هذا يتبين أن التفسير إنما هو بالجملة المتأخرة، أما "أن" فمجرد أداة، وهي حرف مهمل مثل "أي" المفسرة.

فإن لم تسبقها جملة كاملة كانت في الغالب مخففه من الثقيلة؛ نحو قوله -تعالى: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وإن لم تتأخر عنها جملة، امتنع مجيء "أن"؛ فلا يقال: أخذت عسجدًا أن ذهبًا، بل يجب حذف "أن" أو الإتيان بكلمة "أي" المفسرة.

وإن اقترنت بحرف جر ظاهر أو مقدر، كانت مصدرية؛ نحو: كتبت إليه بأن اهجم على العدو؛ لأن حرف الجر لا يدخل إلا على اسم صريح أو مؤول.

تنبيه:

إذا جاء بعد "أن" الصالحة للتفسير مضارع مسبوق بكلمة "لا" نحو: أشرت إليه ألا يتكلم؛ جاز رفعه على اعتبار "لا" نافية، وجزمه على اعتبارها ناهية، و"أن" في الحالتين مفسرة، والجملة بعدها مفسرة لما قبلها، ولا محل لها من الإعراب. ويجوز نصب الفعل على تقدير "لا" نافية، و"أن" مصدرية حذفت الجملة قبلها قياسًا، فإن حذفت "لا" امتنع الجزم، وجاز الرفع أو النصب.

(٢) المفعول في الآية الأولى مقدر؛ أي: أوحينا إليه شيئًا هو: اصنع. ويصح أن تكون "أن" هنا زائدة: من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.

المعنى: أوحينا إليه لفظ "اصنع". وليس المراد بالانطلاق في الآية الثانية المشي، وإنما المقصود انطلاق الألسنة بهذا الكلام؛ كما أن المراد بالمشي الاستمرار على الشيء، وليس المشي المعروف. الآية ٦ من سورة ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>