الأعمى: يا إنساناً خذ بيدي، وقولك: يا لجعفر، وواجعفراه، ويا أمير المؤمنين، ويا تأبط شراء، وعن الكوفيين إجازة تريخم ذي الإضافة بحذف عجز المضاف إليه، تمسكاً بنحو قوله:
أبا عرو لا تبعد فكل ابن حرة (١)
وزعم ابن مالك، أنه يرخم ذو الإسناد (٢)، وأن "عمراً" نقل ذلك؛ وعمرو هذا: هو
(١) صدر بيت من الطويل، لم ينسب لقائل، وعجزه:
سيدعوه داعي ميتة فيجيب
اللغة والإعراب: لا تبعد: لا تهلك؛ من البعد، بمعنى الذهاب بالموت والهلاك. ابن حرة: يكنى بذلك عن الرجل الكريم، ويقال: ابن الأمة ما الأمه. ميتة: اسم هيئة من الموت. "أبا" منادى بحذف الياء منصوب بالألف نيابة عن الضمة. "عرو" مضاف إليه، وحذفت منه التاء للترخيم. "لا" حرف دعاء. "تبعد" فعل مضارع مجزوم به. "فكل" الفاء للتعليل، و"كل" مبتدأ. "ابن حرة" ابن مضاف إليه، وحرة مضاف إليه كذلك. "سيدعوهن""ميتة" مضاف إليه. "فيجيب" معطوف على سيدعوه.
المعنى: لا تهلك نفسك أسى وحزنا على من مضى، فكل عظيم سصيبه الموت بسبب ما من أسبابه الكثيرة، ولا يستطيع أن ينجو منه؛ فتلك سنة الله في الخلق.
الشاهد: في قوله: "أبا عرو"؛ حيث رخم عجزه بحذف التاء وهو منادى مركب مضاف، وذلك جائز عند الكوفيين، ويمنعه البصريون؛ محتجين بأن المضاف إليه بمنزلة التنوين ما قبله، فليس بآخر المنادى حقيقة.
(٢) فتقول في تأبط شرا: يا تأبط، ونسب ذلك إلى سيبويه حيث يقول:
والعجز أحذف من مركب وقفل … ترخيم جملة وذا عمرو نقل
أي أنه يجوز ترخيم المركب المزجي، وترخيمه يكون بحذف عجزه، أما مركب الجملة وهو المركب الإسنادي -فترخيمه قليل، وقد نقل ذلك عن العرب "عمرو".
المشهور بسيبويه. ولاشتهار المنع عند سيبويه في هذه المسألة، عني الناظم بالتنبيه على أنه هو الذي نقل الجواز عن العرب.
* "والعجز" مفعول حذف مقدم. "من مركب" متعلق باحذف. "ترخيم جملة" ترخيم فاعل "قل"، وجملة مضاف إليه. "وذا" اسم إشارة مبتدأ، وهو إشارة إلى ترخيم الجملة. "عمرو" مبتدأ ثان. "نقل" فعل ماض، والجملة خبره، وجملة الثاني وخبره خبر الاول، والرابط محذوف، أي نقله.