وبما نقلناه يتبين أنه لا تناقض ولا مخالفة في كلام الشيخ ابن القيم، وأن ما هذى النبهاني به سقط من أصله، وكان من أوضح الدلائل على ضلاله وجهله.
قال النبهاني. في فصله الثاني في الكلام على كتاب "الصارم المنكي في الرد على السبكي" للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي، ألفه في الرد على كتاب "شفاء السقام في زيارة خير الأنام" منتصراً لشيخه ابن تيمية في بدعته ومنعه الاستغاثة والسفر لزيارته صلى الله عليه وسلم، قال:"وكنت حين ابتدأت بمطالعته تعجبت من شدة جرأته على هذا الإمام، بل على سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، إذ رأيته قد بذل أقصى ما في وسعه ليثبت أن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم لا مزية له بعد موته، وأنه مثل أحاد الناس، وكل حديث أو أثر أو قول عالم ورد بعكس عقيدته يجتهد في تأويله، أو إثبات أنه موضوع، وكان السبكي أثبت بتلك الأحاديث والآثار مناقب أحد أعدائه، فهو يبذل جهده في تزييفها، ويتكلف في كثير منها بحيث يظهر لكل من طالع كتابه أنه شديد التكلف والتعصب والتعسف وأنه رجل متهور، مراده المحاماة عن بدعة شيخه بحق أو باطل، ومع ذلك لم يخطر لي أن أكتب شيئاً في هذا الشأن- مع ظهور إساءته في ذلك وإحسان السبكي كل الإحسان لأن التحكك بالبدعة يزيدها اشتهاراً وذكرها ولو للرد عليها يزيدها انتشاراً، وقلت كفى الحسن إحسانه والمسيء إساءته" إلى آخر ما قال.
هذا نقد النبهاني على كتاب "الصارم المنكي" وهو لا يستحق الجواب عن كلامه هذا لفساد مبناه ومعناه، وعبارته ركيكة جداً ليست بعبارة تصدر عن طلبة العلم فضلاً عمّن يدّعي دعواه، وهذا الرجل كما بيّنا سابقاً جهله عند بيان سقطاته وغلطاته عار عن كل فضيلة، لا علم ولا أدب، ولا فضل ولا حسب، ولا حياء ولا إيمان، ولا تقوى ولا عرفان، ونحن نبين ذلك إن شاء الله كما بيّناه سابقاً بالبرهان.
أما مصنف كتاب "الصارم المنكي" فهو الفقيه الحنبلي المقريء المحدث