للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصوات مناسبة لقدره عليه الصلاة والسلام، انتهى.

فانظر إلى هذا الجواب الركيك، والقول بالكلام النفسي قد بين بطلانه في غير هذا الموضع.

والمقصود؛ أن من أشهر من استشهد النبهاني الزائغ بشعره الصرصري والبوصيري وقد سمعت ما قال أهل العلم فيهما، فالباقون على هذا القياس فلا حاجة إلى أن نتعب القلم.

أحسن ما في خالد وجهه ... ووجهه الغاية في القبح

الوجه السادس: أن من الغلاة من اعتذر عن هؤلاء الشعراء وغيرهم ممن دعا غير الله وطلب منه حوائجه ومقاصده، قال: إن أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية لا يقولون بتأثير الأسباب ولا بالتعليل، فلا مؤثر في الوجود إلا الله، والتأثير إنما هو عند الأسباب لا بها، فإذا طلب أحدهم شيئاً من نبي أو ولي فالله هو المعطي لمن سأل عند الطلب، ومن أسند التأثير لغير الله فقد أشرك، فمن استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم كالبوصيري والصرصري وسائر من استشهد بشعره النبهاني لا لوم عليهم، فإن ما ذكر مقصودهم.

وسمعت من بعض أغباء الغلاة وجهلتهم من أهل الثياب المعلمة والأقفاء المورمة والألقاب المفخمة قال: مررت أثناء سفري إلى الحجاز على جبل حائل وأهله من عرب نجد على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأميرهم يومئذ محمد آل رشيد، قال الأمير: إن أهل بلادكم يغالون في الصالحين بما لا يرضى الله به، ويبنون على قبورهم المساجد والمشاهد، ويوقدون السرج، إلى غير ذلك من البدع، ثم إنهم يندبونهم في المهمات ويستغيثون بهم عند طلب الحاجات، وكل ذلك وأمثاله مما لا يرضى به الله ولا رسوله ولا أهل العلم والدين، فإنه من أفعال مشركى العرب في الجاهلية، بل هو أدهى وأمر، قال: فقلت للأمير- والله يعلم أنه من الكاذبين- إن أهل بلادنا يقولون عنكم وعمن يسلك مسلككم من عرب نجد وغيرهم إنكم مشركون، قال فبهت الأمير من هذا الكلام واستعظمه، ثم قال: ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>