واليهود والنصارى ليسوا كفاراً، قال: لا تشدد عليهم ولكن الإسلام أفضل.
ومن الناس من يجعل مقبرة الشيخ كعرفات، يسافرون إليها وقت الموسم فيعرفون بها كما يفعل بالمغرب والمشرق.
وهؤلاء وأمثالهم صلاتهم ونسكهم لغير الله، فليسوا على ملة إبراهيم.
والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته موجودة في كلام بعض الناس، مثل يحيى الصرصري ومحمد بن النعمان، وهؤلاء لهم صلاح ولكن ليسوا من أهل العلم، بل جروا على عادة كعادة من يستغيث بشيخه في الشدائد ويدعوه، وكان بعض الشيوخ الذين أعرفهم- وله فضل وعلم وزهد- إذا نزل به أمر خطا إلى جهة الشيخ عبد القادر خطوات واستغاث به، وهذا يفعله كثير من الناس، وهؤلاء مستندهم مع العادة قول طائفة: قبر معروف أو غيره ترياق مجرس، ومعهم أن طائفة استغاثوا بحي أو ميت فرأوه قد أتى في الهواء وقضى بعض الحوائج، وهذا كثير واقع في المشركين الذين يدعون الملائكة والأنبياء، أو الكواكب، أو الأوثان، فإن الشياطين تتمثل لهم، ولو ذكرت ما أعلم من الوقائع الموجودة في زماننا من هذا لطال المقام".
ثم قال "حاكياً عن البكري الذي صنف في جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم: "وقد طاف هذا بجوابه على علماء مصر ليوافقه واحد منهم فما وافقون، وطلب منهم أن يخالفوا الجواب الذي كتبته فما خالفوه، مع أن قوماً كان لهم غرض وفيهم جهل بالشرع قاموا في ذلك قياماً عظيماً، واستعانوا بمن له غرض من ذوي السلطان مع فرط عصبيتهم وكثرة جمعهم وقوة سلطانهم ومكايدة شيطانهم" انتهى.
فتأمل هذا الكلام فإنه يستبين منه ضلال النبهاني وأضرابه من الغلاة، وقد صرح شيخ الإسلام أن السنة كسفينة نوح، ومعلوم أن دعاء الأنبياء ليس من السنة، بل هو من البدع الشركية.
ومنها: أن بعضهم أفضى به ذلك إلى أن يصلي للميت ويقول اغفر لي وارحمني وهذا جائز عند النبهاني وإخوانه من عباد القبور سائغ لا ينكر.