و (الرابع) : أنه لو سلم ثبوت النداء منها فلا يثبت منه مطلوب الخصم، فإن النزاع إنما هو في نداء يتضمن الدعاء والطلب، بأن يقول: يا رسول الله اكشف عني السوء واشف مريضي، أو يقول: يا رسول الله ادع الله أن يشفي مريضي ويكشف عني السوء، فالمانعون يقولون: الأول شرك، والثاني بدعة، والمجوزون يجوزونهما، وليس في المرثية دعاء شيء ولا طلبه.
قوله: قال العلامة ابن حجر في كتاب المسمى (بالخيرات الحسان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان) : في الفصل الخامس والعشرين: إن الإمام الشافعي أيام هو ببغداد كان يتوسل بالإمام أبي حنيفة –إلى قوله- فليتوسل إلى الله تعالى بالإمام الغزالي.
أقول: فيه كلام من وجهين:
(الأول) : أنه لابد من رفع هذه الأمور إلى أصحابها بسند يعتمد عليه، ودونه لا يسمع، قال في (تبعيد الشيطان) : والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر. اهـ.
و (الثاني) : أن أقوال هؤلاء المذكورين وأفعالهم وتقريراتهم ليست من الحجة في شيء.
قوله: وذكر العلامة ابن حجر في كتابه المسمى (بالصواعق المحرقة لإخوان الضلال والزندقة) : إن الإمام الشافعي رحمه الله توسل بأهل البيت النبوي حيث قال:
آل النبي ذريعتي ... وهم إليه وسيلتي
أرجو بهم أعطى غداً ... بيدي اليمين صحيفتي
أقول: فيه كلام من وجوه:
(الأولان منها) : هما اللذان ذكرا في القول الذي قبله.