للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

و (الثالث) : أن المضاف هنا مقدر، تقدير الكلام إن حب آل النبي وتعظيمهم واتباعهم وشفاعتهم والصلاة عليهم ذريعتي ووسيلتي، وكذلك في قوله أرجو بهم أي أرجو بحبهم وتعظيمهم واتباعهم وشفاعتهم، كما في قول عمر رضي الله عنه: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون، فإن المراد إنا كان نتوسل إليك بدعاء نبينا.

قوله: وذكر العلامة السيد طاهر بن محمد بن هاشم باعلوي في كتابه المسمى (مجمع الأحباب في ترجمة الإمام أبي عيسى الترمذي صاحب السنن) أنه رأى في المنام –إلى قوله- فكان الإمام الترمذي يقول ذلك دائماً بعد صلاة سنة الصبح، ويأمر أصحابه به ويحثهم على فعله وعلى المواظبة عليه.

أقول: فيه كلام من وجوه:

(الأولان) هما اللذان ذكرا فيما تقدم.

و (الثالث) : أن الرؤيا ليست من الأدلة الشرعية في شيء.

قوله: بل هذا الأمر –أعني التوسل- لم ينكره أحد من السلف والخلف، حتى جاء هؤلاء المنكرون.

أقول: هذا كذب جلي، فهذا الإمام الأعظم يقول: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وقال: أكره أن يقول بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام وهو قول صاحبيه، وعن الحنابلة في أصح القولين أنه مكروه.

قوله: وفي (الأذكار) : للإمام النووي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقول العبد بعد ركعتي الفجر ثلاثاً "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد صلى الله عليه وسلم أجرني من النار".

أقول: فيه خلل من وجوه:

(الأول) : أن هذا القسم من التوسل لا ننكره، فإنه داخل في القسم الخامس من التوسل المشروع كما تقدم ذكره، وهذا ثابت من حديث عائشة قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: "اللهم رب جبرائل وميكائيل وإسرافيل" الحديث، رواه مسلم في صلاة الليل، والنسائي في كتاب قيام الليل.

<<  <   >  >>