للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والبر والرحمة والشفقة مما يقدر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فيجوز رجاء البر والرحمة والشفقة منه صلى الله عليه وسلم، فيكون صلى الله عليه وسلم على هذا مرجوا منه، والبر والرحمة والشفقة مرجوا فيكون الرجاء في الشعر بمعنى المرجو الذي أريد منه المرجو منه وإرادة المرجو منه من المرجو ثابتة كما في قوله تعالى: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوّاً} ويمكن أن يقال: إن المراد بالرجاء في البيت المرجو، ويقدر التمييز، أي كنت مرجونا براً ورحمة وأمناً من الهرج الآتي بعدك، وبقاء فينا كما في طاب زيد علماً ودارا وغلاماً وفرساً، فالمرجو منه في الأولين هو النبي صلى الله عليه وسلم وفي الأخيرين هو الله تعالى، ويدل على الأخيرين قولها:

لعمرك ما أبكي النبي لموته ... ولكن لهرج كان بعدك آتيا

وقولها:

فلو أن رب العرش أبقاك بيننا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضياً

ويؤيد الأخير قول عمر رضي الله عنه حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت عائشة: وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، رواه البخاري، من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني الله المنافقين، رواه أحمد من طريق يزيد بن بابنوس عن عائشة رضي الله عنها.

وفي حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة أن أبا بكر مر بعمر وهو يقول: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين، وكانوا أظهروا الاستبشار ورفعوا رؤوسهم، كذا في فتح الباري، وفي رواية: والله إني لأرجو أن يقطع أيدي رجال وأرجلهم، ذكره الطبري في الرياض، وفي رواية: ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، ذكره الوائلي أبو نصر عبد الله في كتاب (الإبانة) ، كذا في المواهب.

قلت: والرواية الأخيرة موجودة في صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله

<<  <   >  >>