عنه نصه في كتاب الأحكام (باب الاستخلاف) هكذا قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم.
فقد علم مما ذكرنا أن عمر أيضاً كان يرجو بقاء النبي صلى الله عليه وسلم في أمته مثل صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، بل وأكثر الصحابة كأنهم كانوا يرجون ما يرجو عمر رضي الله عنه.
قال الحافظ في الفتح: وفي الحديث قوة جأش أبي بكر وكثرة علمه، وقد وافقه على ذلك العباس كما ذكرنا، والمغيرة كما رواه ابن سعيد، وابن أم مكتوم كما في المغازي لأبي الأسود عن عروة قال: أنه كان يتلو قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} والناس لا يلتفتون إليه، وكان أكثر الصحابة على خلاف ذلك اهـ. وفي حديث ابن عباس عند البخاري: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها الناس منه كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتولها. اهـ.
وجملة القول أن المراد في مرثية صفية رضي الله عنها ليس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء في كل أمر في الحياة، بل في الأمر الذي يقدر عليه، وبعد الوفاة في الأمر الذي ثبت بالكتاب العزيز والسنة المطهرة كونه رجاء فيه، ففي هذه المرثية لا دلالة على التوسل الذي يمنعه المانعون أصلاً ومن ادعى إثبات التوسل المذكور منها فعليه البيان.