للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بعض تلك الأقسام: ومنها لام التفضيل كقوله تعالى ذكره: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} [يوسف: ٨] ١، وقد كان هذا الرجل في غناء عن هذه السمة لهذه اللام؛ لأنها لام الابتداء كيف شاءت فلتقع من تفضيل أو نقص أو مدح أو ذم أو تقريب أو تبعيد أو تكبير أو تصغير ونحو ذلك من وجوه الكلام، وإذا كان هذا الرجل قد وسم لام قوله تعالى: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} ٢ بلام التفضيل؛ فقد كان من الواجب عليه على ما عقده على نفسه أن يسمي اللام في قول قيس بن الخطيم٣:

ظأرناكم بالبيض حتى لأنتم ... أذل من السقبان بين الحلائب٤

بلام النقص والتحقير لأنها موجودة في أول الجملة المستفاد من أحد جزأيها معنى النقص والتحقير كما وسمهما في آية يوسف عليه السلام بلام التفضيل. وأن يسمي اللام في قوله عَزَّ اسْمُهُ: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: ٢٤٣] ٥ بلام التطول والإنعام، لأنها قد وجدت في جملة مستفاد من أحد جزأيها معنى الإنعام.


١ الشاهد فيه اللام في قولة تعالى: "ل + يوسف" فهي لام تفضيل، وهو ما يتعارض مع رأي ابن جني.
٢ سبق شرح الشاهد فيها.
٣ عثرنا على البيت في ديوانه "ص٤٦".
٤ ظأرناكم: ظأرني على الأمر: راودني. لسان العرب "٤/ ٥١٦" مادة/ ظأر.
البيض: "م" أبيض وهو النقي العرض من الدنس والعيوب. القاموس "٢/ ٣٢٥".
السقبان: "م" سقب وهو ولد الناقة، وقيل الذكر من ولد الناقة. القاموس "١/ ٨٢".
الحلائب: "م" الحلوب وهي ذات اللبن. القاموس المحيط "١/ ٥٧".
البيت كما ذكرنا من ديوان قيس بن الخطيم.
الشاهد في البيت: الاختلاف حول اللام في قوله "لأنتم" حيث يرى ابن جني أنه لو اتبع فيها تقسيم الزجاجي وهو أحد النحاة البغدادين في كتابه "اللامات" لأصبحت اللام هنا لام النقص والتحقير في قوله "لأنتم".
٥ أسلوب إنشائي في صورة توكيد.
الشاهد فيه العلة في عدم اعتبار اللام لام التطول والإنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>