للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَكَمْ قَد رَأَيْتُ الجَامِعِيْنَ قَد أَصْبَحَ ... تْ لَهُم بَينَ أَطْبَاقِ التُّرَابِ مَضَاجِعُ

لَو أَنَّ ذَوِي الأَبْصَارِ يَرْعَونَ كُلمَّا ... يَرَوْنَ لَمَا جَفَّتْ لِعَيْنٍ مَدَامِعُ

طَغَى الناسُ مِن بَعْدِ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... فَقَدْ دَرَسَتْ بَعْدَ النَّبي الشَّرَائِعُ

وَصَارَتْ بُطونُ المُرْملاتِ خَمِيْصَةً ... وَأَيْتَامُها منهم طَرِيدٌ وَجَائِعُ

وَإِنَّ بُطُونَ المُكْثِرينَ كَأَنَّمَا ... يُنَقْنِقُ في أَجْوافِهِنَّ الضَّفادِعِ

فَمَا يَعْرفُ العَطْشَانَ مِن طَالَ رَيُّهُ ... ولا يَعِرْفُ الشَّبْعَانُ مَن هُوَ جَائِعُ

وَتَصْرِيْفُ هَذَا الخلقِ للهِ وَحْدَهُ ... وَكُلٌّ إليه لا مَحَالَةَ رَاجِعُ

وَللهِ فِي الدُّنْيَا أَعَاجِيْبُ جَمَّةٌ ... تَدلُ عَلى تَدْبِيرِهُ وَبَدَائِعُ

ولله أَسرارُ الأُمُورِ وَإِنْ جَرَتْ ... بِهَا ظَاهِرًا بَيْنَ العِبَادِ المَنَافِعُ

ولله أَحكَامُ القضاءِ بِعِلْمِهِ ... أَلا فَهْوَ مُعْطٍ مَا يَشَاءُ وَمَانِعُ

إِذَا ضَنَّ مَن تَرْجُو عَلَيْكَ بِنَفْعِهِ ... فَدَعْهُ فإنَّ الرزقَ في الأَرْضِِ وَاسِعُ

وَمَن كانَتِ الدُّنيا مُنَاهُ وَهَمُّهُ ... سَبَتْهُ المُنَى واسْتَعْبَدَتْهُ المَطَامِعُ

وَمَن عَقَل اسْتَحْيَى وأكْرَمَ نَفْسَهُ ... وَمَن قَنِعَ اسْتَغْنَى فَهَلْ أَنْتَ قَانِعُ

لِكُلِّ امْرِئ رَأيان رَأيُ يَكُفُّهُ ... عَن الشَّرِ أَحْيانًا وَرَأيٌّ يُنَازِعُ

انتهى

آخر:

لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءُ وَالمُلْكُ رَبَّنَا ... وَلا شَيْءَ أَعْلا مِنْكَ مَجْدًا وَأَمْجَدُ

مَلِيْكٌ عَلَى عَرْشِ السَّماءِ مُهَيْمِنٌ ... لِعِزَّتِهِ تَعْنُوا الوُجُوهُ وَتَسْجُدُ

فَسُبْحَانَ مَنْ لا يَقْدُرُ الخَلْقُ قَدْرَهُ ... وَمَنْ هُوَ فَوْقَ العَرْشِ فَرْدٌ مُوَحَّدُ

وَمَنْ لَمْ تُنَازِعْهُ الخَلائِقُ مُلْكَهُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>