للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

تَمَيَّزْتَ مِن غَيْظٍ عليه وَغَيْرَةِ

فَوَيلَكَ تَدْرِي من تُنَاجِيْهِ مَعْرِضًا ... وَبين يَدَي مَن تَنْحَنِي غير مُخُبْتِ

أَيَّا عَامِلاً للنَّارِ جِسْمُكَ لَيْنٌ ... فَجَرَّبْهُ تَمْرِيْنًا بحَرِّ الظَّهِيرَةِ

وَدَرِّبْهُ في لَسْعِ الزَّنَابِيرِ تَجْتَرِي ... على نَهْشِ حَيَّاتٍ هناك عَظِيْمَةِ

فإن كنت لا تَقْوَى فَوَيْلَكَ ما الذي ... دَعَاكَ إلى إِسْخَاطِ رَبِّ البَرِيَّةِ

تُبَارِزُهُ بالمُنْكَراتِ عَشِيَّةً ... وَتُصْبِحُ في أَثْوَابِ نُسْكٍ وَعِفَةِ

تُسِيءُ بِهِ ظَنًّا وَتُحِسِنُ تَارةً ... عَلَى حَسْبِ مَا يَقْضِي الهَوى بِالقَضِيَّةِ

فأنت عليه أَجْرَي منك على الوَرَى ... بما فيك من جَهْلٍ وَخُبْثِ طَوِيَّةِ

تَقُولُ مَعَ العِصْيانِ رَبي غَافِرٌ ... صَدَقْتَ وَلَكن غَافِرٌ بِالمَشِيْئَةِ

وَرَبُّكَ رَزَّاقٌ كَما هو غَافِرٌ ... فَلِمَ لا تُصَدِّقْ فِيْهِمَا بِالسَّوِيَّةِ

فَكَيْفَ تُرَجِّىْ العَفْوِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ ... وَلَسْتَ تُرجِّى الرِّزْقَ إلَاّ بِحِيْلَةِ

على أَنَّه بالرِّزْقِ كفَّلَ نَفْسَهُ ... وَلَمْ يَتَكَفَّلْ لِلأنَامِ بِجَنَّتِي

وَمَا زِلْتَ تَسْعَى بِالذِي قد كُفِيتَهُ ... وَتُهْمِلَ مَا كُلِفتَهُ مِن وَظِيْفَةِ

إِلهي أَجِرْنَا من عَظِيْمِ ذُنُوبِنَا ... وَلا تُخْزِنَا وَانْظُرْ إلينَا بِرَحْمَةِ

وَخُذْ بِنَواصِيْنَا إِليْكَ وَهَبْ لَنَا ... يَقِيْنًا يَقِيْنَا كُلَّ شَكٍ وَرِيْبَةِ

إلهي اهْدِنَا فيمن هَدَيْتَ وَخُذْ بِنَا ... إِلى الحَقِّ نَهْجًا في سَواءِ الطَّريْقَةِ

وَكُنْ شُغْلَنا عَن كُلِ شُغْلٍ وَهَمَّنا ... وَبُغْيتَنَا عن كلِّ همٍّ وَيُغْيَةِ

وَصَلِّ صَلاةً لا تَنَاهى على الذي ... جَعَلْتَ بِهِ مِسْكًا خِتَامَ النُّبُوَّةِ

آخر:

صَرَفَّتَ إلى رَبِّ الأَنَامِ مَطَالِبِي ... وَوَجَّهْتُ وَجْهِي نَحْوَهُ وَمَآرِبِي

إلى المَلِكِ الأَعْلَى الذِي ليس فَوْقَهُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>