للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم:

لو عرفت منك نفسك التحقيق لسارت معك في أصعب مضيق، لكنها ألفت التفاتك، فلما طلبت قهرها فاتك هلا شددت الحيازم وقمت قيام حازم، وفعلت فعل عازم، وقطعت قطع جازم، تقصد الخير ولكن ما تلازم.

وَيَعْرِفَ أَخْلاق الجبان جوادُهُ ... فَيُجْهِدُهُ كَرًّا وَيُرْهِبُهُ ذُعْرًا

وَمَنْ يَحْلُ تَطْلابُ المَعَالِي بِصَدرِهِ ... يَجَدْ حُلْوَ مَا يُعْطَاهُ مِنْ غَيْرها مُرًّا

٣٨٤- أحسن القول ما وافق العمل قال الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .

٣٨٥- انتبه يا من ضيع عمرا طويلا حمل فيه وزرا ثقيلا كم نصب الموت لك دليلا إذ ساق العزيز ذليلا ولقد حمل إلى القبور جيلا بعد جيلا ونادى في الباقين رحيلا رحيلا فيا إخواني البدار البدار فقد ذهبت الغفلات بالأعمار.

مَكْرُ الزَّمَانِ عَلينا غَيْرُ مَأْمُوْنِ ... فَلا تَظُنَّنَّ أَمْرًا غَيْرَ مَظْنُونِ

بَلْ المخوفُ عَلينا مَكْرة أنْفُسِنا ... ذات المني دُوْن مَكْرِ البِيْضِ والُجوِن

إِنَّ اللَّيالِي وَالأَيَّام قد كَشَفَتْ ... مِن مَكْرِها كُلَّ مَسْتَورِ وَمَكْنُونِ

وَحَدَّثتنا بأنا من فرائِسَهَا ... نَواطِقًا بِفَصِيْح غَيْر مَلْحُونِ

واسْتَشْهَدَتْ من مَضَى مِنَّا فَأَنْبَأنا ... عن ذاك كُلُّ لَقى مِنَّا وَمَدْفُونِ

وأُمُ سُوءٍ إِذَا مَا رَامَ مُرْتضِعٌ ... أَخْلافها صَدَّ عنها صدَّ مَزْبُونِ

وَنَحْن في ذَاكَ نُصْفيها مَودَّتَنَا ... تَبًّا لِكُل سَفِيهِ الرَّأي مَغْبُون

نَشْكُو إِلى اللهِ جَهْلاً قَدْْ أضرَّ بِنَا ... بَلْ لَيْسَ جَهْلاً وَلَكِنْ علم مَفْتُون

<<  <  ج: ص:  >  >>