للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غليظ خشن فينكؤها، فإنها خلقت دقيقة لا تحمل الغث فتقلبه بإذن الله دمًا، وتنفذ إلى سائر البدن في مجار مهيأة لذلك، فيصل إلى كل شيء من ذلك ما يناسبه من يابس ورخو وغير ذلك -فتبارك الله رب العالمين- ثم ينفذ ما يكون من خبث وفضول إلى أعضاء أعدت لذلك -كما ذكرنا قبل هذا- فكونها كالأوعية تحمل هذه الفضلات، لكيلا تنتشر في البدن فتسقمه.

ثم انظر هل تجد في خلق البدن شيئًا لا معنى له؟ هل خلق البصر إلا ليدرك الأشياء والألوان؟ فلو كانت الألوان ولم يكن بصر يدركها، هل كان في الألوان منفعة؟ ولو لم يكن لخلق الأبصار نور خارج عن نورها ما كان ينتفع بالبصر؟ وهل خلق السمع إلا ليدرك الأصوات، فلو كانت الأصوات، ولم يكن سمع يدركها لم يكن في الأصوات منفعة، وكذلك سائر الحواس والله اعلم وصلى الله على محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>