ونحو هذه الآيات المخوفة ثم يقول لنفسه فمالك تفرحين وتضحكين وتشتغلين باللهو وأنت مطلوبة لهذا الأمر العظيم والخطب الجسيم وبين يديك إحدى منزلتين الجنة أو النار فكيف يهنؤك نوم أو يلذ لك مأكول أو مشروب وأنت لا تدرين في أي الفريقين تكونين "فريق في الجنة وفريق في السعير".
وكَيْفُ تَنَامُ العَينُ وهي قَريْرَةٌ ... وَلَمْ تَدْرِ في أيِّ المَكانيْنِ تَنْزلُ
وقل لها أما تعلمين أن كل ما هو آت قريب وأن البعيد ما ليس آت.
أما تعلمين أن الموت يأتي بغتة من غير تقديم رسول ومن غير مواعدة وأنه لا يأتي في شتاء دون صيف ولا في صيف دون شتاء ولا في نهار دون ليل ولا في ليل دون نهار ولا يأتي في الصبا دون الكبر ولا في الكبر دون الصبا.
بل كل نفس يمكن أن يأتيها الموت بغتة فإن لم يأت الموت بغتة جاءه المرض لا محالة ثم المرض يفضي إلى الموت.
فما لك يا نفس لا تستعدين والموت أقرب إليك من حبل الوريد.