فلما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك قال: ادع لي بالشهادة. فربط النبي - صلى الله عليه وسلم - على عضده لحى سمرة وقال: اللهم إني أحرم دمه على الكفار.
فقال: ليس هذا أردت.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنك إذا خرجت غازيًا فأخذتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد، أو وقصتك دابتك فأنت شهيد. فأقاموا بتبوك أيامًا ثم توفي.
قال بلال بن الحارث: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع بلال المؤذن شعلة من نار عند القبر واقفًا بها.
وإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول:"أدنيا إلي أخاكما. فلما هيأه لشقه في اللحد قال: اللهم إني قد أمسيت عنه راضيًا فارض عنه".
فقال ابن مسعود: ليتني كنت صاحب اللحد.
وعن أبي وائل، عن عبد الله قال: والله لكأني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قبر عبد الله ذي البجادين، وأبو بكر وعمر يقول: أدنيا إلى أخاكما.
وأخذه من القبلة حتى أسكنه في لحده ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وولياهما العمل.
فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعًا يديه يقول:"اللهم إني أمسيت عنه راضيًا فارض عنه".
وكان ذلك ليلاً فو الله لوددت أني مكانه، ولقد أسلمت قبله بخمس عشر سنة.
عن محمد بن سعد قال: أتى واثلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى معه الصبح. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى وانصرف تصفح أصحابه. فلما دنا من واثلة قال: من أنت؟ فأخبره.
فقال: ما جاء بك؟ قال: جئت أبايع. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيما أحببت