للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الحسن بن علي البربهاري (ت ٣٢٩هـ) :- إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها، أو ينكر شيئاً من أخبار رسول الله (فاتهمه على الإسلام، فإنه رديء المذهب والقول .... القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن (١) .

المبحث الثالث: في إفادة خبر الواحد العلم

تبين من النقول السابقة عن الصحابة والتابعين وتابع التابعين والأئمة المرضيين احتجاجهم بالسنة مطلقاً وعدم التمييز بينها، وعدم تقسيمها - كما أُحْدِث فيما بعد – إلى: متواتر وآحاد.

حيث إن الجميع عند أئمة الهدى والتقى سنةٌ واجب اتباعها وقبولها مع ضرورة الانقياد لها لكونها وحياً من الله وما كان كذلك وجب قبوله واعتقاده والعمل به سواء كان في العلميات أو العمليات.

ويكفي العاقل المنصف أن يقنع بما ذُكِر من النقول عن علماء الأمة على قبولها والعمل بها والانقياد لها، وبما نقله العلماء الربانيون من اتفاق السلف وأئمة الدنيا على العمل بالسنة متواترها وآحادها لا فرق في ذلك بين العقائد والعبادات.

قال الإمام الشافعي (٢) –رحمه الله -:- (وفي تثبيت خبر الواحد أحاديث، يكفي بعض هذا منها. ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذه السبيل. وقد حكي لنا عمن حكي لنا عنه من أهل العلم بالبلدان ....


(١) انظر: شرح السنة له (٤١) وطبقات الحنابلة لأبي يعلى (٢/٢٥) وقد قال كثير من أهل العلم بنحو ما قاله البربهاري رحمه الله مثل الحكم بن عتيبة والأوزاعي والثوري ومحمد بن الحسن الشيباني ووكيع وسحنون وابن خزيمة وغيرهم. انظر: جامع بيان العلم وفضله (٢/١١١) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللآلكائي (١/٦٤) ومفتاح الجنة (٧٥) والمدخل إلى السنن الكبرى (٢٠٠) وحجية السنة (٣٦١) وكتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي (٨٤) .
(٢) انظر: الرسالة (٤٥٣-٤٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>