٤ - أخرج الحاكم بإسناده عن محمد بن سيرين قال ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما قال: فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال: والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه، وساعة خلفه، حتى فطن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:((يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي؟)) فقال: يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك فقال:((يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني؟)) قال نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمه إلا أن تكون بي دونك، فلما انتهيا إلى الغار، قال أبو بكر مكانك يا رسول الله حتى استبرئ لك الغار فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة فقال مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الحجرة فدخل واستبرأ ثم قال انزل يا رسول الله فنزل فقال عمر والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لولا إرسال فيه ولم يخرجاه.
قال الذهبي: صحيح مرسل ( [٣٣] ) .
٥ - ذكر القاضي عياض أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سئل كيف كان حبكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ ( [٣٤] ) .
المبحث الثاني: توقيرهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
قال ابن كثير - رحمه الله -: التوقير هو الاحترام والإجلال والإعظام ( [٣٥] ) .
إن تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - وإجلاله وتوقيره في حياته وبعد وفاته شعبة من شعب الإيمان.