للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البيهقي: باب في تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - وإجلاله وتوقيره - صلى الله عليه وسلم - قال: وهذه منزلة فوق المحبة لأنه ليس كل محب معظماً إلا أن الوالد يحب ولده ولكن حبه إياه يدعوه إلى تكريمه ولا يدعوه إلى تعظيمه.

قال: وقد بسط الحليمي - رحمه الله - الكلام في ذلك فقال: معلوم أن حقوق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجل وأعظم وأكرم وألزم وأوجب علينا من حقوق السادات على مماليكهم، والآباء على أولادهم لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة، وعصم به لنا أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في العاجلة، فهدانا به لما أطعناه وآوانا إلى جنات النعيم فأية نعمة توازي هذه النعم وأية منه تداني هذه المنن ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعته وتوعدنا على معصيته، ووعدنا باتباعه الجنة فأي رتبة تضاهي هذه الرتبة، وأي درجة تساوي في العمل هذه الدرجة، فحق علينا إذاً أن نحبه ونجله ونعظمه ونهيبه أكثر من إجلال كل عبد سيده وكل ولد والده ( [٣٦] ) .

وقد أمرنا مولانا سبحانه في كتابه العزيز بتوقير نبيه - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى:

{لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه} ( [٣٧] ) وفي القرآن الكريم آيات كثيرة جاءت لتؤكد وجوب توقيره - صلى الله عليه وسلم - منها قوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} ( [٣٨] ) وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} ( [٣٩] ) ومنها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} ( [٤٠] ) .

وغير ذلك من الآيات التي توجب توقيره وتعظيمه، وتبين للأمة مكانة هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>