للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومصدرها الرؤيا، نحو: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ} ١، ولا تختص الرؤيا بمصدر الحلمية، بل تقع مصدرا للبصرية، خلافا للحريري٢ وابن مالك، بدليل: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} ٣، قال ابن عباس: هي رؤيا عين.

النوع الثاني: أفعال التصيير، كجعل، ورد، وترك، واتخذ، وتخذ، وصير، ووهب، قال الله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} ٤ {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ


رأى؛ التي بمعنى "علم"؛ لما بينهما من تشابه؛ لأن الرؤيا إدراك بالحسن الباطن، كالعلم؛ ولهذا، نصب بالفعل مفعولين اثنين، كما بينا في الإعراب.
١ "١٢" سورة يوسف، الآية: ١٠٠.
موطن الشاهد: {رُؤْيَايَ} .
وجه الاستشهاد: مجيء "رؤيا" مصدرا لـ "رأى" الحلمية.
٢ الحريري: هو أبو محمد: القاسم بن علي بن محمد الحريري، صاحب المقامات المشهورة، كان غاية في الذكاء والفطنة والبلاغة، وأحد أئمة عصره في اللغة، وذلك واضح من خلال مقاماته التي بزَّ بها الأوائل وأعجز الأواخر، له مصنفات أخرى مثل: درة الغواص في أوهام الخواص، وملحة الإعراب وشرحها في النحو، وله ديوان شعر، كان الحريري دميم الخلقة مبتلى بنتف لحيته، ولد سنة ٤٤٦ ومات بالبصرة وله سبعون سنة وذلك سنة ٥١٦هـ. سير أعلام النبلاء: ١٩/ ٤٦٠، معجم الأدباء: ١٦/ ٢٦١، بغية الوعاة: ٢/ ٢٥٧، خزانة الأدب: ٦/ ٤٦٢.
٣ "١٧" سورة الإسراء، الآية: ٦٠.
موطن الشاهد: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "الرؤيا" مصدرا لـ "رأى" البصرية؛ لأن الرؤيا هنا رؤيا عين، كما فسرها ابن عباس؛ غير أن المشهور استعمالها في الحلمية.
انظر شرح التصريح: ١/ ٢٥١.
ومن استعمالهم للرؤيا بمعنى رؤية قول الراعي النميري، يصف صيادا:
وكبر للرؤيا وهش فؤاده ... وبَشَّرَ نفسا كان قبلُ يلومُها
٤ "٢٥" سورة الفرقان، الآية: ٢٣.
موطن الشاهد: {جَعَلْنَاهُ هَبَاءً} .
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "جعل" دالا على التحويل والانتقال من حالة إلى أخرى، فنصب مفعولين؛ الأول هاء الضمير العائد إلى عمل الكفار، والثاني: هباء؛ وهو ذرات التراب الصغيرة التي ترى في شعاع الشمس. ومنثورا: مبعثرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>