٢ القائل هو: عمرو بن أحمر الباهلي، وقد مرت ترجمته. ٣ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله: تجافى الليل وانخزل انخزالا وبعد قوله: إذا أنا كالذي يجري لوردٍ ... إلى آل فلم يدرك بلالا وهذان البيتان من قصيدة للشاعر يندب فيها رفاقه الذين فارقوه إلى الشام فصار يراهم في منامه وأولها: أبت عيناك إلا أن تلحا ... وتحتالا بما بهما احتيالا كأنهما سُعَينَا مستغيث ... يرجَّى طالعا بهما ثقالا والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٥٠، وهمع الهوامع: ١/ ١٥٠، والدرر اللوامع: ١/ ١٣٤ وابن عقيل: "١٣١/ ٢/ ٥٣" والأشموني: "٣٣٩/ ١/ ١٦٣". المفردات الغريبة: رفقتي، الرفقة: الجماعة ينزلون جملة ويرتحلون جملة. تجافى الليل: زال، ذهب. انخزل: انطوى وانقطع. لورد، الورد: المنهل العذب الذي يشرب منه. آل: الآل: السراب وهو ما تراه وسط النهار، كأنه ماء، وليس بماء. بلالا: ما يبل به الحلق، والمراد هنا الماء. المعنى: إن هؤلاء الأصحاب "أبو حنش وطلق وعمار وأثال" أراهم مجتمعين معي مناما؛ فإذا ما انطوى الليل، واستيقظت من نومي، لا أرى أحدا منهم؛ فأنا كالظمآن الذي يرى السراب، فيظنه ماء؛ حتى إذا جاءه، لم يجد شيئا، فيظل عطشا، ولم ينل مطلبا. الإعراب: أراهم: فعل مضارع، والفاعل: أنا، و"هم": مفعول به أول. رفقتي: مفعول به ثان، والياء: مضاف إليه. حتى: ابتدائية. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط. ما: زائدة. تجافى: فعل ماضٍ. الليل: فاعل مرفوع؛ وجملة "تجافى الليل": "فعل الشرط غير الجازم" في محل جر بالإضافة؛ وجواب إذا في أول البيت التالي: "إذا أنا كالذي ... ". موطن الشاهد: "أراهم رفقتي". وجه الاستشهاد: إعمال "أرى" مضارع "رأى" الحلمية؛ أي رأى في المنام عمل رأى؛ التي بمعنى "علم"؛ لما بينهما من تشابه؛ لأن الرؤيا إدراك بالحسن الباطن، كالعلم؛ ولهذا، نصب بالفعل مفعولين اثنين، كما بينا في الإعراب.