للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله١: [الطويل]

١٢٨- وقد كربت أعناقها أن تقطعا٢

ولم يذكر سيبويه في خبر كرب إلا التجرد من أن.


الإعراب: كادت النفس: فعل ماضٍ ناقص، والتاء: للتأنيث. النفس: اسم "كاد" مرفوع. أن: حرف مصدري ونصب. تفيض: فعل مضارع منصوب لـ "أن" والفاعل: هي، وجملة "تفيض": صلة للموصول الحرفي، لا محل لها، والمصدر المؤول من "أن وما بعدها": في محل نصب نصب خبر "كاد". "عليه" متعلق بـ "تفيض". إذ: ظرف للزمان الماضي، متعلق بـ "تفيض". غدا: فعل ماضٍٍ بمعنى صار، واسمه، ضمير مستتر جوازا، تقديره: هو، يعود إلى المرثي. حشو: خبر "غدا" منصوب، وهو مضاف. ريطة: مضاف إليه. وبرود: معطوف على ريطة مجرور مثله.
موطن الشاهد: "أن تفيض".
وجه الاستشهاد: اقتران خبر "كاد" بـ "أن" وحكم اقتران خبرها بها الجواز مع القلة كما في المتن.
١ القائل: هو أبو هشام بن زيد الأسلمي. ولم أعثر له على ترجمة وافية.
٢ هذا عجز بيت، وصدره قوله:
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما
وهو من كلمة للشاعر يهجو فيها إبراهيم بن اسماعيل بن المغيرة والي المدينة من قبل هشام بن عبد الملك بن مروان، وكان قد مدحه من قبل، فلم ترقه مدحته فلم يعطه، وأمر به فضرب بالسياط، وأول هذه الكلمة:
مدحت عروقا للندى مصت الثرى ... حديثا، فلم تهمم بأن تترعرعا
نقائذ بؤس ذاقت الفقر والغنى ... وحلَّبت الأيامَ والدهر أضرُعا
والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٠٧، وابن عقيل: "٩٢/ ١/ ٣٣٥"، والأشموني: "٢٤١/ ١/ ١٣٠"، وهمع الهوامع: ١/ ٣٠، والدرر اللوامع: ١/ ١٠٥، والمقرب: ١٧ وشذور الذهب: "١٣٢/ ٣٥٨".
المفردات الغريبة: الأحلام: العقول، جمع حلم. سجلا: دلوا عظيمة. الظمأ: العطش. الأعناق: جمع عنق وهو الرقبة.
المعنى: إن هذه العروق التي مدحتها فردتني، إنما هي عروق ظلت في الضر والبؤس، حتى أنقذها ذوو أرحامها بعد أن أوشكت أن تموت؟ ويقصد بذوي الأرحام بني مروان ويريد الشاعر أن يقول: إن الذين مدحتهم حديثو عهد بالنعمة واليسار، ومثل هؤلاء لا يرتجى خيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>