للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أفعال المقاربة ملازمة لصيغة الماضي إلا أربعة] :

وهذه الأفعال ملازمة لصيغة الماضي، إلا أربعة استعمل لها مضارع، وهي "كاد" نحو: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} ١، وأوشك، كقوله:

يوشك من فر من منيته٢

وهو أكثر استعمالا من ماضيها، و"طفق"، حكى الأخفش: طفق يطفق كضرب يضرب، وطفق يطفق كعلم يعلم، و"جعل"، حكى الكسائي: "إن البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه".

[استعمال اسم فاعل ثلاثة منها] :

واستعمل اسم فاعل لثلاثة، وهي: "كاد" قاله الناظم، وأنشد عليه٣: [الطويل]


= الإعراب: سقاها: فعل ماضٍ، ومفعول به أول. ذوو: فاعل مرفوع. الأحلام: مضاف إليه. سجلا: مفعول به ثانٍ منصوب. "على الظما": متعلق بـ "سقاها". وقد: الواو حالية. قد: حرف تحقيق. كربت: فعل ماضٍ ناقص، والتاء: للتأنيث. أعناقها: اسم كَرُبَ، و"ها" مضاف إليه. أن: حرف مصدري ونصب. تقطعا: فعل مضارع، حذفت إحدى تاءيه تخفيفا، منصوب وعلامة نصبه حذف النون، والألف للإطلاق، والفاعل: ني، والمصدر المؤول في محل نصب خبر "كرب"، الجملة من "كرب واسمها وخبرها": في محل نصب على الحال.
موطن الشاهد: "أن تقطعا".
وجه الاستشهاد: مجيء خبر "كرب" مضارعا مقترنا بـ "أن" وحكم هذا الاقتران جائز مع القلة، وفي الشاهد رد على سيبويه الذي لم يحك فيه غير التجرد، فالبيت حجة عليه، ومثل هذا الشاهد، قول العجاج:
لقد برئت أو كربت أن تبورا ... لما رأيت بيهسا مثبورا
فاقترن جواب كرب بـ "أن" وهو قليل نادر، كما أسلفنا.
١ "٢٤" سورة النور، الآية: ٣٥.
موطن الشاهد: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} .
وجه الاستشهاد: استعمال مضارع "كاد" الناقصة، واستعمال مضارعها جائز شائع في لغة العرب، وزيت: اسمها، وجملة "يضيء": في محل نصب خبرها.
٢ مر تخريج هذا الشاهد، والتعليق عليه.
٣ هذا البيت لكثير بن عبد الرحمن المعروف بكثير عِزَّة، يكنى أبا صخر، ويعرف بابن أبي جمعة، وهو جده لأمه، وكثير شاعر فحل من شعراء الطبقة الأولى، وأحد شعراء الغزل في عصره، عرف بحبه لعزة وتغزله بها، على الرغم من قبحها، وكان أحمق، غاليا في التشيع، ورافضيا، اتصل بعبد الملك بن مروان، فأكرمه. مات سنة ١٥٠هـ. الشعر والشعراء: ١/ ٥٠٣، تجريد الأغاني: ٣/ ١٠٠٨، الجمحي: ١/ ١٢١، الخزانة: ٢/ ٣٧٦. اللآلي: ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>