للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن القليل، قوله١: [الخفيف]

١٢٧- كادت النفس أن تفيض عليه٢


= ماضٍٍ. الوشاة: فاعل. هند: مبتدأ. غضوب: خبره، وجملة "هند غضوب": في محل نصب مقول القول، وجملة "الفعل وفاعله ومفعوله" في محل جر بالإضافة.
موطن الشاهد: "كرب القلب...... يذوب".
وجه الاستشهاد: مجيء خبر "كرب" جملة فعلية، فعلها مضارع مجرد من "أن"، وحكم مجيئه مجردا منها الجواز مع التغليب.
١ القائل: هو محمد بن مناذر، أبو ذريح، وقيل أبو جعفر، أحد شعراء البصرة، كان مولى لنبي يربوع، أدرك المهدي العباسي ومدحه، وكان كثير المعرفة يجالس سفيان بن عيينة أحد الفقهاء المشهورين فيسأله سفيان عن غريب الحديث ومعانيه. مات في أيام المأمون. الشعر والشعراء: ٢/ ٨٦٩-٨٧١، الأغاني: ١٧/ ٩-٣٠، معجم الأدباء: ١٩/ ٥٥.
٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
إذ غدا حشو ريطةٍ وبرودِ
البيت من قصيدة لابن مناذر، يرثي فيها رجلا اسمه عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي، وكان ابن مناذر يحبه، ويشغف به، وكان الآخر يحب ابن مناذر، ويعينه على دنياه.
وأول هذه القصيدة قوله:
ما لحي مؤمل من خلودِ ... كل حي لاقى الحمام فَمُودِ
وقبل الشاهد قوله:
إن عبد المجيد يوم توفي ... هَدَّ رُكنًا ما كان بالمهدودِ
ليت شعري وهل درى حاملوه ... ما على النعش من عفاف وجودِ
والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٠٧، وابن عقيل: "٨٨/ ١/ ٣٣٠"، والأشموني: "٢٣٥/ ١/ ١٢٩"، والشذور: "١٣١/ ٣٥٧"، والمغني: "١١٢٣/ ٨٦٨"، وشرح السيوطي: ٣٢١.
المفردات الغريبة: تفيض: من فاضت نفس فلان، وهي لغة تميم، ويروى مكانه "تفيظ" على لغة قيس وكل الرواة يجيزون أن تقول: فاظت نفسه، إلا الأصمعي، فأبى أن تقول إلا: فاظ فلان، أو تقول: فاضت نفس فلان، ريطة "بفتح الراء": الملاءة إذا كانت قطعة واحدة، وأراد بها الأكفان التي يلف بها الميت.
المعنى: قاربت النفس أن تخرج من جسدها، حزنا على هذا الميت، حين صار مدرجا في أكفانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>