للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا تسألان المرء ماذا يحاول١


١ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله:
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل؟
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ١٣٩، والأشموني: "١٠٣/ ١/ ٧٣"، وكتاب سيبويه: ١/ ٤٠٥ ومعاني الفراء: ١/ ١٣٩، والجمل للزجاجي: ٣٣١، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٧١، ٣٠٥ وشرح المفصل: ٣/ ١٤٩، ٤/ ٢٣، والعيني: ١/ ٧، ٤٤٠، والمخصص لابن سيده: ٤/ ١٠٣ وخزانة الأدب: ١/ ٣٣٩، ٢/ ٥٥٦، واللسان "ذو، ذوات، حول"، ومغني اللبيب: "٥٥٧/ ٣٩٥" وشرح السيوطي لأبيات المغني: ٥٥.
المفردات الغريبة: يحاول: تعنى -هنا- يريد ويطلب من المحاولة، وهي استعمال الحيلة والحذق، وإعمال الفكر للوصول إلى المقصود. نحب: يطلق النحب على المدة والوقت، والنذر، والأقرب: أن المراد هنا هو النذر.
المعنى: على عادة القدماء، يطلب الشاعر من صاحبيه أن يسألا هذا الحريص على الدنيا: والذي يبغيه من تهالكه عليها، ومحاولته الوصول إلى أقصى غاياته بشتى الوسائل؟ أهو نذر قطعه على نفسه، فهو يدأب لإنفاذه، ويسعى جهده لقضائه؟ أم هو ضلال وباطل من أمره؟.
الأعراب: ألا: للتنبيه. ما: اسم استفهام، مبتدأ. ذا: اسم موصول، خبر، وجملة "يحاول": صلة، والعائد إلى الاسم الموصول محذوف، والتقدير: ما الذي يحاوله وجملة "المبتدأ والخبر": في محل نصب مفعول ثانيا لـ "تسألان"، و"المرء": المفعول الأول. أنحب: الهمزة حرف استفهام. نحب: خبر لمبتدأ محذوف، أو بدل من "ما" الواقعة مبتدأ. أم: حرف عطف، ضلال: معطوف على نحب، وباطل: معطوف على ضلال.
موطن الشاهد: "ماذا".
وجه الاستشهاد: استعمال: "ذا" موصولا بمعنى الذي، ودليل ذلك إتيانه بعده بجملة الصلة، وتقدمه "ما" الاستفهامية، ولا يجوز جعل "ذا" ملغاة مركبة مع "ما" مفعولا مقدما لـ "يحاول"؛ لأنه جاء بالبدل مرفوعا، فدل ذلك، على أن المبدل منه كذلك. ويضعف جعل "ماذا" مبتدأ، وجملة يحاول خبرا لعدم وجود رابط بين جملة الخبر والمبتدأ، وحذف الرابط في مثل هذا قليل، ومنعه سيبويه، وجوز الدماميني ذلك؛ لجواز مثل هذا في الشعر، أو "ماذا" مفعول لـ "يحاول" و"نحب" خبر مبتدأ محذوف. انظر في هذه المسألة، حاشية الصبان: ١/ ١٥٩-١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>