للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحكمة والعدل والرحمة تعلم بالعقل

والحكمة، والعدل، والرحمة، والعادة تُعلم بالعقل، كما قد عرف من حكمة الرب، وعدله، وسّنته.

ويُستدلّ بذلك على العلم، والخبر، والكتاب؛ كما أن العلم، والخبر، والكتاب [يُعلم] ١ بأخبار الأنبياء، ويُستدلّ بذلك على العدل، والحكمة، والرحمة.

الجهمية ينكرون الحكمة والعدل والرحمة

والجهمية المجبرة لا تجزم بثبوتٍ، ولا انتفاءٍ، إلا من جهة الخبر، أو العادة؛ إذ كانوا لا يثبتون الحكمة، والعدل، والرحمة في الحقيقة، كما قد بسط في غير موضع٢.

وحُكِيَ عن الجهم أنّه كان يخرج، فينظر الجَذْمَى٣، ثُمّ يقول: أرحم الراحمين يفعل هذا٤؟. يقول إنّه يفعل لمحض المشيئة، ولو كان يفعل بالرحمة لما فعل هذا.

وهذا من جهله لم يعرف ما في الابتلاء من الحكمة، والرحمة، والمصلحة.


١ في ((م)) ، و ((ط)) : تعلم.
٢ قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والجهم بن صفوان ومن اتبعه ينكرون حكمته ورحمته، ويقولون: ليس في أفعاله وأوامره لام كي، لا يفعل شيئاً لشيء، ولا يأمر بشيء لشيء. وكثير من المتأخرين من المثبتين للقدر من أهل الكلام ومن وافقهم سلكوا مسلك جهم في كثير من مسائل هذا الباب، وإن خالفوه في بعض ذلك". مجموع الفتاوى ٨٤٦٦-٤٦٧. وانظر: المصدر نفسه ١٦١٣٠-١٣٣، ٢٩٧-٣٠٠. ومنهاج السنة ١١٤٢-١٤٥. وبيان تلبيس الجهمية ١٢١٤-٢١٧. وشرح الأصفهانية ٢٣٥٦-٣٥٧.
٣ الجُذام من الداء: مرض معروف سُمي بذلك لتجذُّم الأصابع وتقطُّعها. لسان العرب ١٢٨٧.
٤ انظر شفاء العليل لابن القيم رحمه الله ص ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>