للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلة القدر، فقال: [البسيط]

كم قلت للقمر العلويّ حين بدا ... يزهى بنور على الآفاق منتشر

أغرب فبدر الدّجى عندي ومن ملكت ... يداه بدر الدّجى لم يرض بالقمر

ثمّ أديرت الكؤوس، وأذيلت من الهموم مسرّات النّفوس، والساقي يحثّها صفراء تسرّ النّظّار، وتبطن فضّة الأقداح بالنّضار، والغلام إذا أتاه الدّور أطال حمل الكاس، وتشاغل بشمّ الآس، فقال: [الطويل]

حبيبي وعدت الكأس منك بقبلة ... وأعقب ذاك الوعد منك نفار

فأوقفتها تحت الرّجاء وقلبها ... به خوف خلف الوعد منك شرار

وما كان هذا لونها غير أنّها ... علاها لطول الانتظار صفار

فلمّا غربت النّجوم، وغرّدت الطيور حين همّ الصّباح بالهجوم، باكر الغلام رفقة كان قد اتّعد معهم السّفر، وحكى الظّبي الغرير فنفر، فقال: [البسيط]

لّما رحلتم بقلبي في حمولكم ... وظلت حيران بين الهمّ والفكر

سلّطت دمعي على عيني وقبلكم ... قد كنت أشفق من دمعي على بصري

وحكي أنّه حين آب من سفره، وانجاب عنه من ذلك النّبكان «١» سحاب مغفرة، دخل عليه زائرا، وقد قلع لامته «٢» ، وهزّ عوض الرّديني «٣» قامته، والكؤوس (١٤٩) تحثّ والمدام يقول: لا يكن للكأس في يدك لبث. وهو يخالف أمره المطاع، ويحبس الكأس في يده ما استطاع، فجنّ ابن تميم جنونه، وباسطه فلم يقبل جنونه، فقال: [البسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>