فأوقفتها تحت الرّجاء وقلبها ... به خوف خلف الوعد منك شرار
وما كان هذا لونها غير أنّها ... علاها لطول الانتظار صفار
فلمّا غربت النّجوم، وغرّدت الطيور حين همّ الصّباح بالهجوم، باكر الغلام رفقة كان قد اتّعد معهم السّفر، وحكى الظّبي الغرير فنفر، فقال:[البسيط]
لّما رحلتم بقلبي في حمولكم ... وظلت حيران بين الهمّ والفكر
سلّطت دمعي على عيني وقبلكم ... قد كنت أشفق من دمعي على بصري
وحكي أنّه حين آب من سفره، وانجاب عنه من ذلك النّبكان «١» سحاب مغفرة، دخل عليه زائرا، وقد قلع لامته «٢» ، وهزّ عوض الرّديني «٣» قامته، والكؤوس (١٤٩) تحثّ والمدام يقول: لا يكن للكأس في يدك لبث. وهو يخالف أمره المطاع، ويحبس الكأس في يده ما استطاع، فجنّ ابن تميم جنونه، وباسطه فلم يقبل جنونه، فقال:[البسيط]