للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجرّون المطارف، ولا يمنعون المعارف «١» : [الطويل]

وفيهم مقامات حسان وجوههم ... وأندية ينتابها القول والفعل

فلو طرحت بأبي بكر أيده الله طوارح الغربة، لوجد منال البشر قريبا، ومحطّ الرّحل رحيبا، ووجه المضيف خصيبا؛ ورأي الأستاذ أبي بكر أيّده الله تعالى في الوقوف على هذا العتاب الذي معناه ودّ، والمرّ الذي يتلوه شهد، موفق إن شاء الله.

فأجاب بما هذه نسخته: وصلت رقعة سيدي ورئيسي، أطال الله بقاءه [إلى آخر] السّكباج «٢» ، وعرفت ما تضمنته من خشن خطابه، ومؤلم عتبه وعتابه، وحملت ذلك منه على الضجرة التي لا يخلو منها من مسه عسر، ونبا به دهر؛ والحمد لله الذي جعلني موضع أنسه، ومظنة مشتكى ما في نفسه.

أما ما شكاه سيدي ورئيسي من مضايقتي إياه- زعم- في القيام عن التّمام، فقد وفيته حقه- أيده الله- سلاما وقياما على قدر ما استطعت عليه، ووصلت إليه، ولم أرفع عليه إلّا السيد أبا البركات العلويّ أدام الله عزه، وما كنت لأرفع أحدا على من أبوه الرسول، وأمه البتول، وشاهداه التّوراة والإنجيل، وناصره التّأويل والتنزيل، والبشير به جبريل وميكائيل؛ فأمّا القوم وما وصف سيدي عنهم فكما وصف حسن عشرة، وسداد طريقة، وكمال تفصيل وجملة.

ولقد جاورتهم فأحمدت المراد، ونلت المراد «٣» : [الطويل]

فإن أك قد فارقت نجدا وأهله ... فما عهد نجد عندنا بذميم

<<  <  ج: ص:  >  >>