للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "وإلا فالترجيح" أي: وإن لم يكن الاشتقاقان واضحين، بل كان أحدهما أوضح وأرجح فالترجيح للاشتقاق الراجح نحو: ملأك، قيل: إنه مَعْفَل؛ لأنهم قالوا في جمعه: ملائكة، وهذا يدل على إرادة الهمزة في واحده, فوجب أن يكون ملأك معفلا، من الألوكة وهي الرسالة، والمُلك فيه معنى الرسالة؛ لأن الملك مرسل, فوجب أن يكون أصله مألكا فقلب؛ أي: نقل الفاء إلى موضع العين, والعين إلى موضع الفاء ليمكن تخفيفه بنقل "حركة الهمزة"١ إلى اللام [بعد حذف الهمزة] ٢، وقيل: ملأك ثم خفف بحذف الهمزة ونقل حركتها "٩٦" إلى اللام فقيل: ملك٣.

وقال ابن كيسان٤: مَلْأَك فَعْأَل, من المُلك؛ لأن المَلَك يملك من الأمور ما لا يملكه الإنسان٥.

وهو بعيد, والأول أولى؛ لأن "فعألا" نادر، و"مفعلا" كثير، وليس في المذهب الأول إلا القلب، وارتكاب القلب لفائدة أسهل من


١ في "هـ": حركتها.
٢ ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
٣ وهو مذهب الكسائي، نسبه إليه الرضي في شرح الشافية: "٢/ ١٣٤٧".
٤ هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان. أخذ عن أبي العباس المبرد، وثعلب، وغيرهما. ألف في مختلف علوم العربية؛ منها في النحو: المهذب، والمختار في علل النحو، والمسائل على مذهب النحويين مما اختلف فيه البصريون والكوفيون، والفاعل والمفعول به. توفي ببغداد سنة ٢٩٩هـ. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين للزبيدي: ١٥٣، والأعلام: ٦/ ١٩٧، وسركيس: ٢٢٩".
٥ ينظر شرح الشافية، للرضي: ٢/ ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>