للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترفع الأسلوب، ونزاهة الرأي على رغم ما ارتصد له من عقارب تنفث سمومها على الصحف وفي المجتمعات، ولكنه كان يعتصم دائما بقوله: "إن الله وحده هو الذي يستطيع أن يغير طبيعة الإنسان".

ومهما يكن من شيء "فالمنفلوطي" في الأدب أمة وحده، نهج فيه نهجا رفيعا مبتكرًا، وخلد بهذا الفن الرائع ذكره، واستحق أن تصفه صحيفة "الهلال" بأنه "أمير النثر العصري"، وأن يقول فيه الأستاذ "أحمد الزيات": "فإذا قدر الله لأدب المنفلوطي أن يفقد سحره، وخطره في أطوار المستقبل، فإن تاريخ الأدب الحديث سيقصر عليه فصلا من فصوله يجعله في النثر بمنزلة البارودي في الشعر١".

شعره:

"للمنفلوطي" شعر جمع بين الجزالة والسهول، رصين القافية فخم التعبير، وله قصائد رائعة متينة السبك محكمة النسج لطيفة المعنى بارعة الوصف، وله في الوجديات غرر وفي الحكم بدائع، غير أنه مقل لم يتجه إلى الشعر اتجاهه إلى النثر الذي ملك عليه نفسه، واستأثر بقلمه، ولو أن ولعه بالنثر ترفق به وخلى بينه، وبين الشعر أحيانا أخرى لكان من أبرع الشعراء، وأنبه الفحول.

آثاره الأدبية:

النظرات:

وهي مقالات الفذة الرائعة الأسلوب التي كان ينشرها في المؤيد تباعا، ويعالج فيها شئون المجتمع، وقد كانت مثار شهرته وبعد صيته، وهي


١ مجلة الرسالة السنة الخامسة العدد ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>