للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلك هي الأندية السياسية كان فيها صيال بالخطب، وسجال البيان يتنافس فيها الأحزاب، ويجود فيها السياسيون والمتأدبون، فانفكت عقد الألسنة، ونشطت الأفكار والقرائح، وزخرت المنشورات والنداءات السياسية بأدب حي وبيان خصب.

ومن آثار سعد الأدبية أن خلف ثروة من الكلمات الأدبية الخصبة تناقلها الناس وجرت مجرى الأمثال، كقوله: "أخجلتم تواضعي"، وكقوله في وصف بعض خصومه: "النكرات الشائعة والإمعات الضائعة".

ومن تشبيهاته الرائعة ما حديث به بعد عودته من منفاه عن تصريح ٢٨ فبراير على أسلوبه في سرد الأمثال إذ قال: "هو ناقة البدوي التي تباع بمائة درهم، وتباع التميمة التي في رقبتها بألف، ولكن لا تباع الناقة بغير التميمة فما أملحها من صفقة لولا الملعونة في رقبتها".

ومن كلماته الشائعة: "الأمة مصدر السلطات، الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة، ويعجبني الصدق في القول والإخلاص في العمل، وأن تقوم المحبة بين الناس مقام القانون".

"يظهر لي أن العدالة الحقيقية لم توجد حتى اليوم في أي قانون من قوانين العالم، وإنما تتفاضل القوانين فيما بينها بالعدالة النسبية".

"ليس للحكومة أن تغضب كلما قلنا لها: إنها مخطئة، فإننا ما جئنا هنا لننبهها على خطئها".

"إن الحكومة لم تحتكر الصواب لنفسها، فلا ينبغي لها أن تستنكر مخالفتنا لها في رأيها، بل إن وقوع الخلاف بيننا وبينها لازم من لوازم وجودها معنا، وعرض مشروعاتها علينا، بل إنها في حاجة إلى وقوع ذلك الخلاف؛ لأنه هو الذي يكشف لها الصواب فيما يلتبس عليها وجه الصواب فيه من أعمالها، ويوصلها إلى الحقيقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>