للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العام يشترك فيه الموظفون حتى تجاب مطالب البلاد، فقال "سعد": وهل يقع هذا الإضراب؟ فقال بعض الحاضرين: يقع عاما، فقال فريق: يقع في بعض الجهات، وخالفهم آخرون، فقالوا: إنه لا ينتظر ولا يطول. فقال سعد: "الدليل على أنه لا يقع ولا يصعد طويلا إن وقع أنكم مختلفون فيه"، إن هذه الحركات لا تأتي إلا عفوا، وعندما يكون الجو مهيأ لن تختلفوا فيه بل تجيبوا بلسان واحد: إنها أمر واقع لا ريب فيه.

سعد الأديب:

كان لسعد فطرة الأدب، وموهبة البيان، وملكة النقد، اتفق له من روعة الخطابة ما تسامى إلى الإعجاز، وكان له الأسلوب الكتابي الرائع، وله في إصلاح الكتابة يد من أسبق الأيدي إلى التجديد في العصر الحاضر، ولم تشغله السياسة مع احتوائها مشاعره، وخواطره عن العناية باللفظ واختيار المعنى، وتجويد الأسلوب، وكانت له في الأدب حصافة رأي ورجاحة فكر وأصالة قول.

وكانت مجالسه تضم الأدباء والكتاب والشعراء، جرى أمامه الحديث في أساليب بعض الكتاب، فقال رحمه الله:

"إنني أتناول أساليب هؤلاء الكتاب جملة جملة، فإذا هي جمل مفهومة لا بأس بها في الصياغة والتركيب، ولكنني أتتبع هذه الجمل إلى نهايتها، فلا أخرج منها بنتيجة، ولا أعرف مكان إحداها مما تقدمها أو لحق بها، فلعل هؤلاء الكتاب يبيعون بالمفرق، ولا يبيعون بالجملة".

وتحدث يوما عن الإيجاز والإطناب، فقال:

"إن الإيجاز متعب؛ لأنه يحتاج إلى تفكير وتعيين، ولكن الإطناب

<<  <  ج: ص:  >  >>