للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرق السياسة كما يفور العرق المجروح من الدم١.

وكانت زعامته قدوة المجاهدين في الشرق، فنهجوا نهجه وجروا مجراه، وقد قال غاندي زعيم الهند: "على هذا التقدير يكون سعد هو صاحب الفضل في السبق والابتداء، ثق أن الحركة الهندية سارت على أعقاب الحركة المصرية، إني اقتديت بسعد في إعداد طبقة بعد طبقة من العاملين في القضية الهندية، فلا تعتقل طبقة منهم إلا لحق بها خلفاؤها على الأثر، وعن سعد أخذت توحيد العنصرين، ولكني لم أنجح كما نجح فيه، إن سعدًا ليس لكم وحدكم، ولكنه لنا أجمعين٢".

دعابته وبديهته:

من مستلزمات الزعيم أن يكون ذا دعابة تروح عن النفوس إذا لفحها حر السياسة، وبديهة ينفذ بها من المفاجآت والمآزق، وكثيرا ما يخيم في جو السياسة سحائب من الكآبة والهموم، فيبددها الزعيم بمزاحه المحبب ودعابته العذبة، وكثيرا ما تكون بديهته سلاحا يتقي به ما يحرجه، ويدفع به ما يسوءه، والزعيم القوي هو الذي يملك مواقفه، ويسيطر عليها فينشر في الجو فكاهة إذا شاء، ويكون ذا بديهة يلوذ بها ويعتصم، وكان سعد في الأمرين الزعيم كل الزعيم.

فما روي من دعابته أن صحفيا إنجليزيا أنبأه أن "اللورد جورج لويد"


١ من مقال للمرحوم صادق الرافعي في العدد ١٧٤ من مجلة الرسالة.
٢ روى ذلك موظف مصري كبير لقيه غاندي في لندن حيث زارها لحضور المؤتمر الهندي فيها، والقصة في كتاب "سعد زغلول" للأستاذ العقاد ص٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>