للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقوق في سبيلها، فإن "سعد" كان الأسد حق الأسد، سما بالمناصب فجعلها أسباب خلوده، وسجل فيها كريم وقفاته وروائع جهوده.

مراحل جهاده:

صدر القانون بإنشاء الجمعية التشريعية، وتطلعت إلى التمثيل فيها مواهبه، واستشرقت إلى منبرها فصاحته، ونزل ميدان الانتخاب بعيدا عن الأحزاب لكنه وحده القوة الهائلة، وقد خطب في ناخبيه فشرح لهم بمنطقه الخلاب رسالته في الجمعية، وما هو فاعل لو توجوه بثقتهم "ولأول مرة في تاريخ الانتخابات بمصر سمعت الخطب الانتخابية، وتقرب المرشحون إلى الناخبين ببيان الخطط التي ينوون اتباعها١".

ظفر "سعد" بالنجاح مع أنه رشح٢ نفسه في دائرة من دوائر العاصمة، وكان في هذه الجمعية شعلة متقدة يخشى خطرها، وكان فيها وفي مجلس النواب بعدها يمثل صفاء الذهن، وإشراق الفكر فياض البيان، بليغ الأداء جم الأدب، عفيف اللسان، وقد قال عن نفسه في هذا العدد:

"لست شتامًا بل أقر وأعترف أمامكم بأنني عاجزًا أمام كل شتيمة، فليس لي مطلقا قوة في هذا الميدان تدفعني، لأن أنازل فيه أضعف إنسان ... ".

شبت الحرب العظمى، واندلع لهيبها في البلاد وأعلنت الأحكام العرفية، ثم الحماية على مصر ونقض الإنجليز ما عاهدوا المصريين عليه، وضيقوا الخناق على الأحرار، واسترسلوا في الكيد والأذى والانتقام، فدعا سعد ناديه، ونفخ في الأمة من روحه، وهو العلم الخافق والصوت المدوي، وفي


١ سعد زغلول للأستاذ عباس العقاد ص١٥٥.
٢ فلان يرشح للملك يربي، ويؤهل له "قاموس".

<<  <  ج: ص:  >  >>