للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من عند الطَّبراني في مُعْجَمهِ الأوْسَطِ والصَّغِيرِ. قال: حَدَّثنا مُحمَّد بن عبد الله الحَضْرَمي، قال ثنا عيسى بْنُ مينا، قال: ثنا عبد الله عن المُثَنَّى القاري عن سَعِيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عَنْهُ قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "المدينَةُ قُبَّةُ الإسْلامِ، ودارُ الإيمانِ، وَأرْضُ الهِجْرَةِ، وَمُبَوَّأُ الحلالِ والحرام".

لا يروى عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بِهذا الإسناد، تَفَرَّد به عيسى بن مينا، قالون.

قَرْيَةُ الأنْصَار: قال ابْنُ سِيدَه: القَرْيَةُ والقِرْيَة، بالفَتْحِ وبالكَسْرِ، المِصرُ الجَامِعُ (١) من قولهم: قَرَى الماءَ في الحَوْضِ يَقْرِيهِ (٢) قريا وقَرىً إذا جَمَعَهُ فِيهِ، وقَرَى البَعِيرُ جَمَعَ جرَّتَهُ في شِدْقِهِ. والمَقْرى والمَقْراةُ: كُلُّ ما اجتمع فيه الماء، والمِقراةُ أيضًا: القَصْعَةُ يُقْرَى فيها. والمَقارِي: القدور. سُمِّيَتْ المدينة الجامعة قَرْيَة لجمعها النَّاس وما يحتاج إليه الإنسان. والجمع قرى، والنسبة إليها قرئي وقروِي. والقاري: ساكنها. وأقرى: انتقل إلى القرى فلزمها. و (القريتين) في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)} (٣) المُرَادُ بِهما مَكَّةُ والطَّائف (٤)، لا مَكَّةَ والمدينة كما ظَنَّهُ بَعْضُ الأغْبياء.

والأنْصَار إخْوَانُ المُهاجرين، آخى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُم وبَيْن المهاجرين بَعْدَ أنْ كانَ قَدْ آخى بَيْنَ المُهَاجرين بَعْضِهُم مِنْ بَعْضٍ، يُرِيدُ أنْ يُبيِّنَ فَضْلَهُم، وأنَّهم قُرَناؤهم في الفضيلَةِ. ونَظُراؤهم في المرتبة، وَرُبَّما قالوا: قُرَيْشٌ والأنْصَار، يَعْنُونَ بِقُرَيشٍ المُهَاجرين، وما أكْثَرَ من يتكَلَّم بِهذا: قال الأخطل:


(١) اللسان (قرى) ١٥/ ١٧٧.
(٢) زاد الناسخ كلمة (والقرية)، والتصحيح من القاموس (قرى) ١٣٢٤.
(٣) سورة الزخرف: آية ٣١.
(٤) الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ٨٣.