وتعاهد بالجميل توجّع لفقده فيما سلف «١» فاقده، أبى الله إلّا أن يكون لكم الفضل في تجديده، والعطف بتوكيده. ونحن الآن لا ندري أيّ مكارمكم نذكر «٢» ، أو أيّ فواضلكم نشرح أو نشكر، أمفاتحتكم التي هي في الحقيقة عندنا «٣» فتح، أم هديّتكم وفي وصفها للأقلام سبح، ولعدوّ الإسلام بحكمتها «٤» كبح. إنما نكل الشكر لمن يوفّي جزاء الأعمال البرّة، ولا يبخس مثقال الذّرّة، ولا أدنى من مثقال الذّرة، ذي الرّحمة الثّرّة، والألطاف المتصلة المستمرة، لا إله إلّا هو.
وإن تشوفتم إلى الأحوال الراهنة، وأسباب الكفر «٥» الواهية بقدرة الله الواهنة، فنحن نطرفكم بطرفها، [ونطلعكم على سبيل الإجمال بطرفها،]«٦» وهو أننا لمّا أعادنا «٧» الله من التمحيص، إلى مثابة التخصيص، من بعد المرام العويص، كحلنا بتوفيق الله بصر البصيرة، ووقفنا على سبيله مساعي الحياة القصيرة، ورأينا كما نقل إلينا، وكرّر على «٨» من قبلنا وعلينا، أن الدّنيا وإن غرّ الغرور، وأنام على سرر الغفلة السّرور، فلم ينفع الخطور على أجداث الأحباب «٩» والمرور، جسر يعبر، ومتاع لا يغبط من حبي به ولا يجبر «١٠» ، إنما هو خبر به يخبر، [وأن الحسرة بمقدار «١١» ما على تركه تجبر] «١٢» ، وأن الأعمار أحلام، وأن الناس نيام، وربما رحل الراحل عن الخان، وقد جلّله بالأذى والدّخان، أو ترك به طيبا، وثناء يقوم بعده للآتي خطيبا، فجعلنا العدل في الأمور ملاكا، والتفقّد للثّغور مسواكا، وضجيع «١٣» المهاد، حديث الجهاد، وأحكامه مناط الاجتهاد، وقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ
«١٤» دليل «١٥» الاستشهاد، وبادرنا رمق «١٦» الحصون المضاعة وجنح التّقية دامس، [وعوراتها «١٧» لا تردّيد لامس] «١٨» ، وساكنها بائس، والأعصم في شعفاتها «١٩» من العصمة آيس «٢٠» ، فزيّنا «٢١» ببيض الشّرفات ثناياها، وأفعمنا بالعذب