للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَحْمُود بن مُحَمَّدُ الأدِيْب بأنْطَاكِيَة، قال: حَدَّثَنَا ابن جَبَلَة وعُبَيْدُ الله، قالا: حَدَّثَنَا مَنْصُور بن أبي مُزَاحِم، عن شُعَيْب بن صَفْوَان، قال: كَتَبَ سَالِم بن عَبْد الله بن عُمَر إلى عُمَر بن عَبْد العَزِيْز: أمَّا بَعْدُ يا عُمَر؛ فإنَّهُ قد وَلي قَبلك أقْوَامُ فماتُوا على ما قد رأيتَ، ولقُوا الله فُرَادَى بعد الجُوع والحَفَدَة والحَشَم، وعالَجُوا نَزْعَ المَوْتِ الّذي كانُوا منه يَفِرُّونَ، فانْفَقَأت أَعْيُنُهم الّتي كانت لا تَفْنَى لذاتُها، واندَقَّتْ رقابُهُم غير مُوَسَّدين بعدَ تَظاهُر الفُرش والمَرَافق والسُّرُر (a) والخَدَم، وانْشَقَّتْ بُطُونهُم الّتي كانُوا لا يَشْبَعُون فيها من كُلِّ نَوْع من الطَّعَام، وصَارُوا جِيَفًا حتَّى لو كانُوا إلى جَانِب (b) مِسْكِين ممَّن كانُوا يَحْقرُونَهُ وهُم أحْيَاء لتأذَّي بهم بعد إنْفَاق الأمْوَالِ على أغْرَاضِهم من الطَّيِّب والكُسْوَة الفَاخِرة اللَّيِّنَةِ، أنْفَقُوا الأمْوَالَ إسْرَافًا وفَتَروا (c) عن حَقِّ الله، فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجعُونَ ما أَعْظَمَ ما ابتُلِيْتَ به يا أَمِير المُؤْمنِيْن، فإنْ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلْقاهم يَوْم القِيامَة وهم يحبَسُون بما عليهم ولا تُحْبَس بشيءٍ فافْعَل.

أخْبَرَنَا أبو الحَجَّاج بن خَلِيل، قال: أخْبَرَنا أبو المَكَارِم اللَّبَّان، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ الحَدَّاد، قال: أخْبَرَنا أبو نُعَيْم الحافِظُ (١)، قال: حَدَّثَنَا سُليْمان بن أحْمَد، قال: حَدَّثَنَا ابن ناجِيَةَ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عباد بن مُوسَى، قال: حَدَّثَنَا أبي، عن غِيَاث بن إبْرَاهيمِ، قال: حَدَّثَنَا أَشْعَب ابن أُمّ (d) حُمَبْدَة، قال: أتَيْتُ سَالِم بن عَبْدِ الله وهو يقْسِم صدَقَةَ عُمَر، فسَألتُهُ، فأَشْرَفَ عليَّ من خَوْخَة فقال: وَيْحَك يا أَشْعَب لا تَسْئَلْ.

وقال: أخْبَرَنا أبو نُعَيْم (٢)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عليّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ الله مَكْحُول، قال: حَدَّثَنَا عُثْمان بن خُرَّزَاد، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن عَرْعَرَة،


(a) ق: والسرور.
(b) ق: جنب.
(c) كذا في الأصل، ولعله: وقَتَّروا.
(d) ساقطة من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>