الله بن إسْحَاق الزُّهْرِيّ، قال: سَمِعْتُ سَالَم بن عَبْدِ الله يَقُول: دَخَلْتُ على الوَلِيد بن عَبْد المَلِك فقال: ما أحْسَنَ جِسْمك! فما طَعَامُكَ؟ قُلتُ: الكَعْكُ والزَّيْتُ، قال: وتَشْتَهيهِ؟ قُلتُ: أدَعُهُ حتَّى أشْتَهيَهُ، فإذا اشْتَهَيْته أكِلْتُهُ.
قال أحْمَد بن عَبْد الله الحافِظ (١): ورَوَى مَالِك بن أنَس أنّ هِشَام بن عَبْد المَلِك قال لسَالَم فَذَكرَ نَحْوَهُ.
أخْبَرَنا أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنا أبو شُجاع، قال: وقِصَّته ما ذَكَرَ الصُّوْلِيّ، قال: حَدَّثَنَا الغَلَابِيّ، ح.
وأنبأنَا أبو رَوْح عَبْدُ المُعِزّ بن مُحَمَّد الهَرَويّ، عن أبي القَاسِم زَاهِر بن طَاهِر، قال: أنْبَأنَا أبو القَاسِم البُنْدَار، عن أبي أحْمَد القَارِئ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الصُّوْلِيّ إجَازَةً، قال: حَدَّثَنَا الغَلَابِيّ، قال: حَدَّثَنَا العبَّاس بن بَكَّار، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الله بن عَيَّاشٍ، قال: لمَّا حَجَّ هِشَام بن عَبْد المَلِك فمرَّ بالمَدِينَة، قال لرَجُلٍ من أصْحَابهِ: انْظُر مَنْ تَرَى في المَسْجِد، قال: أرَى رَجُلًا طُوَالًا أَدْلَمَ، قال: هذا بَقِيَّةُ النَّاسِ، هذا سَالِم بن عَبْد الله بن عُمَر، عليَّ بهِ، فجاءَ في ثَوْبَيْن، فقال: أتَدْخُل على أَمِيرِ المُؤْمنِيْن في هذا الزِّيّ؟ فقال: ألَا أدْخُل عليهِ في زيٍّ أقُوْم في مثله بين يَدي ربّ العالَمِين!؟ فدَخَلَ فسَلَّم فرفَعَهُ وقَرَّبه، وقال: كم سِنُّك يا أبا عُمَر قال: ستُّون سَنَة، قال: ما رَأيْتُ ابنَ ستِّين أتَمَّ كِدْنَةً منكَ! ما أكْلُكَ؟ قال: الخُبْز والزَّيْتُ، قال: فإذا أُجِمْتَهُ؟ قال: أدَعُهُ حتّى أشْتَهِيَهُ. قال: فَخَرَجَ من بين يَديهِ فَحُمَّ، فقال: لَقِعَني الأحْوَلُ بعَمنهِ فَاعْتَلَّ ومات، فصَلَّى عليهِ. وكان هِشَام يَقُول: ما أدْرِي بأيهما أشَدّ فَرَحًا بحجَّتي أم بصَلَاتي على سَالِم؟.