أنْبَأنَا سُليْمان، قال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم (١)، قال: أنْشَدَني أبو نِعْمَة زَائِدَةُ بن نِعْمَة بن نُعَيْم بن نَجِيْح القُشَيْريّ المَعْرُوف بالمُجَفْجَف لنفسِه بالرَّافِقَةِ: [من الطّويل]
أهنْدٌ على ما كُنْتَ تَعْهَدُها هِنْدُ … أم اسْتَبْدلَتْ بعدي وغيَّرها البُعْدُ
بَلى غير شَكٍّ إنَّها قد تَبدَّلَت … لأنَّ الغَوَانِي لا يَدُوم لها عَهْدُ
كما لَم يَدُم عَصْرُ الشَّبَاب ولا الصِّبَا … ولا ماكثٌ في غير أيَّامهِ الورْدُ
وعندي من الآراءِ والعَزْم صارِمٌ … متى أَنْتَضِيْهِ ليسَ يَنْبُو له حَدُّ
أتَيْتُكَ يا ابن الفَضْلِ من آلِ مَزْيَد … ويا ابن الأُلي ما فَوْق مَجْدِهم مَجْدُ
وقد حَكَمَت كُلّ المَلَاحِم أنَّهُ … على الجانب السَّعْدِيّ طالعُكَ السَّعْدُ
وقُلْنا بأرْض الجامعَيْن وبَابِلٍ … وقد أفْسَدَتْ فينا الأعَاريْبُ والكُرْدُ
ألَا فتَنَحُّوا عن دُبَيْسٍ ودَاره … فلا بُدَّ من أنْ يَظْهر المَلِك الجَعْدُ
ويَجْعَلَهُ يَوْمًا عَبُوسًا عَصَبْصَبًا … بقَتْل العِدَى حتَّي تشيْبَ له المُرْدُ
فلَم يقبَلُوا منَّا وكانَتْ ضلالةً … ومَنْ ضَلَّ في الدُّنْيا فليسَ له رُشْدُ
قال الحافِظُ أبو القَاسِم (٢): وأنْشَدَني أبو نِعْمَة لنَفْسِهِ أيضًا [من الخفيف]
أصْبَح الرّبْعُ مِن سُمَيَّةَ خالي … غيرَ هَيْقٍ ونَاشطٍ وغَزَالِ (a)
وثلاثِ كأنَّهُنَّ حَمَامٌ في … رَمَادٍ وأشْعَثِ الرَّأس بَالِ
هَلَّلَتْهُ (b) الرِّيَاح ممَّا تَوَاِلي … نَسْجَها بالغُدُوّ والآصَالِ
برحٌ غربلَتْ حصَاهُ فأمْسى … خَالِصًا وحْدَهُ بلا غِرْبالِ
من قَبُول ومن دَبُور نوجٍ (c) … وجَنُوب ومن صَبًا وشَمَالِ
(a) ابن عساكر: غير هين … وغوال.
(b) ياقوت: هلهلته.
(c) مُعْجَمُ الأدباء: سنوح.